الاثنين، 12 يناير 2009

أمجاد ياعر ب أمجاد ...


ليس من الحكمة أن تمر تلك الأوقات العصيبة التى يعيشها أخواننا فى ( غزة ) فلسطين .. دون تدوينها والتعليق عليها .. خاصة وأنها ليست ككل الأحداث المؤسفة السابقة التى مرت بها الأمة .. ولكن فاقتها بدرجات فى الأهوال والفظائع التى أرتكبت ومازالت ترتكب على مدى الأسبوعين الماضيين .. والتى تجاوزت فيها آلة الحرب الصهيونية كل التوقعات والتخمينات فيما يمكن أن تصل اليه من استهداف للدم الفلسطينى وتمثيل به بصورة لن ينساها التاريخ على مدى حقب متتالية من عمر الزمان .. بل والأكثر من ذلك إستهانة واحتقار للدور العربى بصورة غير مسبوقة ...
بدأ الصهاينة فى مغازلة ما يسمى بالمقاومة الفلسطينية فى اليوم الأخير للعام المنصرم .. ببعض الضربات الموجعة على ما يعرف بمقرات الأمن .. وذلك رداً على صواريخ الألعاب النارية التى يطلقها أبناء المقاومة بصورة عشوائية لعلها تصيب فى طريقها غادٍ أو رائح هناك على مرمى البصر فى القطاع الجنوبى من دولة الصهاينة ..
تبارت وكالات الأنباء فى نقل الصور مباشرة الى ابناء العروبة ... وماهى إلا لحظات وشحذت الهمم وهبت الجماهير على قلب رجل واحد الى الشوارع والميادين تهتف بالروح والدم نفديك يافلسطين ... هذا حال شعوبنا فى تلك المواقف .. ردة فعل حماسية تتصاعد وتيرتها فى سرعة البرق ... وبنفس الوتيرة سرعان ما تخمد وتعود الى أدراجها .. وليس ببعيد عنا أحداث غزو العراق .. وجنوب لبنان .. والمجازر التى أرتكبت فى غضونها ..
أسوأ من ردود أفعال الجماهير .. كانت أفعال ما يفترض أن نسميهم أصحاب القرار والقادة العرب ..
تباينت ردود الأفعال الرسمية بين شجب وتنديد ووعيد واستنكار للعدوان .. وبين إلقاء التهم بالجملة على مصر وقيادتها بالتواطؤ مع العدو الصهيونى لضرب غزة ( حماس ) والفتك بها .. وكانت تلك هى الصبغة الغالبة على ردود أفعال عرب الخليج منهم بالإضافة الى حلف بلاد الشام .وعلى رأسهم الملا ( حسن نصر الله ) البطل الشيعى المغوار صاحب الانتصارات المزعومة فى غزوة الجنوب اللبنانى المحتل ..



ناهيك عن تصريحات الأمير القطرى الفجة .. وشطحات القذافى الفكرية .. وصمت ( الحملان ) المريب فى الجزيرة العربية ..
يوم .. يومان .. ثلاثة ... بقدر ما تصاعدت وتيرة القصف الاسرائيلى الغاشم على غزة ، وتوالى الضربات الموجعة للمواطنين العزل .. بقدر ماهدأت ردود الأفعال على المستوى العربى .. وتبدلت الأحوال من التهديد والوعيد الى الشجب والتنديد .. وصار الحال الى مجرد ( مصمصة الشفاة ) إمام شاشات التلفاز لمجرد رؤية الأشلاء والجثث المتناثرة على أثر القصف الذى لم تهدأ حدته يوماً واحداً ...
من مجدٍ الى مجدٍ يسطر العرب صفحاتهم فى تلك الأيام ... فى سجل الخزى والعار والتخاذل ... يتمادى اليهود فى قهرهم وطغيانهم .. بقدر مايتمادى العرب فى ضعفهم وتناحرهم وتخلفهم ...
فإلى أين تنتهى تلك المأساة التى نعيشها فى هذه الأيام ... هذا ماستحمله الينا الأيام القادمة .. وإن غداً لناظره لقريب .. نتمنى ألا تسوء الأوضاع أكثر مما هى عليه الآن ... وأسطر هنا ولو سطر واحد يشيد بعمل بطولى .. حتى ولو كانت بطولة وهمية كبطولة ( منتظر الزيدى ) صاحب الحذاء البوشى الشهير ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق