السبت، 28 فبراير 2009

لوحة وفنان ...

على حلقات ( شهرية ) سيتم التعرض لمجموعة من مشاهير الفن العالميين .. سيرتهم .. وأشهر أعمالهم ..
إستهلالاً للموضوع سيكون معنا اليوم .. الفنان الأكثر شهرة فى تاريخنا المعاصر ..

ليوناردو دا فنشي

ليوناردو دا فينشي( 1452 - 1519 م)، يعد من أشهر فناني النهضة الإيطاليين على الإطلاق وهو مشهور كرسام، نحات، معماري، وعالم . كانت مكتشفاته وفنونه نتيجة شغفه الدائم للمعرفة والبحث العملي، له آثار عديدة على مدراس الفن بإيطاليا امتدت لأكثر من قرن بعد وفاته ، و أبحاثه العلمية خاصة في مجال علم التشريح و البصريات وعلم الحركة والماء حاضرة ضمن العديد من اختراعات عصرنا الحالي. وقيل عنه إن ريشته لم تكن لتعبر عما يدور بذهنه من أفكار وثابة حتى قال عنه ب. كاستيلون: "من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه أغرب المفاهيم، وأحدث التصورات، ولكنه لم يعرف أن يعبر عنها في صوره ورسومه"
البدايات في فلورنسا:
ولد ليوناردو في بلدة صغيرة تدعى فينشي قرب فلورنسابتوسكانا .. ابن غير شرعي لعائلة غنية أبوه كاتب العدل وأمه فلاحة طلقت من زوجها بعد ولادة طفلها بمدة قصيرة مما جعله يفتقد حنان الأم في حياته.
في منتصف القرن الرابع عشر استقرت عائلته في فلورنسا والتحق ليوناردو بمدارس فلورنسا حيث تلقى أفضل ما يمكن أن تقدمه هذه المدينة الرائعة من علوم وفنون ( فلورنسا كانت المركز الرئيسي للعلوم والفن ضمن إيطاليا) .
بشكل مثير ولافت كان ليوناردو يحرز مكانة اجتماعية مرموقة، فقد كان وسيما لبق الحديث ويستطيع العزف بمهارة إضافة إلى قدرة رائعة على الإقناع.حوالي سنة 1466 التحق ليوناردو في مشغل للفنون يملكه أندريا دل فروكيو (Andrea del Verrocchio) الذي كان فنان ذلك العصر في الرسم والنحت مما مكن ليوناردو من التعرف عن قرب على هذه المهنة ونشاطاتها من الرسم إلى النحت.
سنة 1472 كان قد أصبح عضوا في دليل فلورنسا للرسامين. سنة 1476 استمر الناس بالنظر إليه على أنه مساعد "فيروكيو" حيث كان يساعد "فيروكيو" في أعماله الموكلة إليه منها لوحة (تعميد السيد المسيح) حيث قام بمساعدة "فيروكيو" برسم الملاك الصغير الجاثم على ركبتيه من اليسار 1470 يوفوزاي فلورنسا (Uffizi Florence).
سنة 1478 استطاع ليوناردو الإستقلال بهذه المهنة وأصبح معلم بحد ذاته. عمله الأول كان رسم جداري لكنيسة القصر القديم أو كما يدعى باﻹيطالية "بالالزو فيكيو" (Chapel of the Palazzo Vecchio) التي لم يتم انجازها.
أول أعماله الهامة كانت لوحة توقير ماغي ( The Adoration of the Magi) التي بدأ بها سنة 1481 وتركها دون إنهاء، التي كانت لدير راهبات القديس سكوبيتو دوناتو فلورنسا (San Donato a Scopeto).
أعمال أخرى ارتبطت بجملة أعماله خلال شبابه :
· لوحة بينوس مادونا 1478 ملاذ القديس بطرسبرغ (Benois Madonna).
· تمثال لوجه جينفيرا دي بينتشي (Ginevra de' Benci) الموجود في المتحف الوطني واشنطن
· بعض الأعمال غير المنجزة مثل القديس جيروم 1481 بينا كوتيسا - الفاتيكان (Saint Jerome in Pinacoteca ، Vatican).
الإنضمام لدوق ميلانو :
سنة 1482 التحق ليوناردو بخدمة لودوفيكو سفورزادوقميلانو بعد أن صرح له عبر رسالة بأنه قادر على صنع تماثيل من المرمر والطين والبرونز وبناء جسور متنقلة ومعرفته بتقنية صنع قاذفات القنابل والمدافع والسفن والعربات المدرعة إضافة لـ المنجنيق وأدوات حربية أخرى.
عين آنذاك بصفة مهندس أساسي كما كان أيضا معماري وساعد الرياضي المشهور الايطالي لوكا باتشولي في عمله المشهور ديفينا بروبورتيوني 1509 (Divina Proportione).معظم الدلائل أثبتت أن ليوناردو كان معلماً ولديه تلاميذ في ميلانو حيث من المفروض أنهم المقصودين ضمن رسائله المتعددة المعروفة ب(أبحاث حول الرسم).
أهم أعماله خلال تواجده في ميلانو كان لوحة (عذراء الصخور) التي رسمها مرتين حيث تم رفض الأولى وقبول الثانية:
الأولى رسمها سنة 1483 - 1485 وهي موجودة في متحف اللوفر. الثانية رسمها سنة 1490 – 1506 وموجودة ضمن المعرض الوطني - لندن. أسفاره الأخيرة ونهاية حياته : سنة 1506 سافر ليوناردو إلى ميلانو بدعوة من حاكم فرنسا تشارلز دامبيوزيه (Charles d'Amboise) وخلال السنوات اللاحقة أصبح رسام القصر المعتمد للملك لويس الثاني عشر فرنسا.أصبح يتنقل بين ميلانو وفلورنسا كثيراً فغالبا ماكان يزو أنصاف أشقائه وشقيقاته ويرعى ميراثه.انهمك في ميلانو بمشاريعه الهندسية وعمل على تصميم نصب تذكاري على شكل فارس جان جاكومو تريفولزيو (Gian Giacomo Trivulzio) قائد القوات الفرنسية في المدينة وعلى الرغم من أن المشروع لم يكتمل إلا أن مخططات المشروع ودراساته تم الإحتفاظ بها.من سنة 1514 إلى سنة 1516 عاش ليوناردو في روما تحت ضيافة البابا ليو العاشر في قصر بيلفيديره (Palazzo Belvedere) في الفاتيكان وأشغل نفسه بالتجارب العلمية. سنة 1516 سافر إلى فرنسا ليكون في خدمة الملك فرانسيس الأول.وأمضى سنواته الأخيرة في تشاتيو دو كلو قرب أمبوس (Château de Cloux) حيث توفي سنة 1519 عن عمر يناهز 67 عاماً.

●●°°●––( المـونـاليـزا )––●°°●●

حـوالـي 1503 إلـى 1507 م - متحـف اللـوفـر - باريـس

ألـوان زيتيـة - المقـاس 77 × 53 سـم

الموناليزا أو الجيوكاندا ( بالإيطالية ) .. هي لوحة رسمها الإيطالي ليوناردو دا فنشي ، وقد بدأ برسم اللوحة في عام 1503 م، وانتهى منها بعد ذلك بثلاث أو أربع أعوام. ويقال أنها لسيدة إيطالية تدعى ليزا كانت زوجة للتاجر الفلورنسي فرانسيسكو جيوكوندو صديق دافنشى والذي طلب منه رسم اللوحة لزوجته. ولكن السيدة ليزا لم تحبّ زوجها هذا, والذي كان متزوجا من اثنتين قبلها، لأن الرجل الذى أحبته تُوفى. ويعتقد أيضًا بأن الصورة هي ليست للسيدة ليزا بل هي لزوجها فرانسيسكو.
أهم ما يميز لوحة الموناليزا هو نظرة عينيها والابتسامة الغامضة التى قيل إن دا فنشي كان يستأجر مهرجاً لكى يجعل الموناليزا تحافظ على تلك الابتسامة طوال الفترة التى يرسمها فيها. ومن العجيب أن فرانشيسكو زوج الموناليزا لم يقبل استلام اللوحة من دافنشي.
جلب ليوناردو الصورة إلى فرنسا عام 1516 م واشتريت من قبل ملك فرنسا فرنسيس الأول. وضعت الصورة اولاً في قصر شاتوفونتابلو ثم نقلت الى قصر فرساي.. بعد الثورة الفرنسية علقها نابليون الأول بغرفة نومه.. واللوحة تعرض حالياً في متحف اللوفر في باريس فرنسا.


لوحة العشاء الأخير

العشاء الأخير1485- 1498- تمبرا على جيسو

مستحلب وغراء460×880 سم

دير سانتا مارييا ديلي جراتسي، ميلان، ايطاليا

علي عكس ما يعتقد الكثيرون فإن الرسام لم يستعمل تقنية الفريسكو في هذة اللوحة بل لجأ إلى التلوين المباشر على الحائط وذلك لكي يحصل علي حرية أكبر في تنويع الألوان وأدى ذلك إلى سرعة تلف اللوحة واحتياجها إلى عمليات ترميم متعددة كان أولها بعد عشرين عاما فقط من إنهائها.أثارت هذه اللوحة الكثير من التساؤلات عن شخصية ليوناردو دا فينشي حيث تحتوي العديد من العناصر التي لا تنتمي إلى المفاهيم المسيحية التقليدية التي رسمت اللوحة أساسا للتعبير عنها. يعتقد البعض أن هذة اللوحة ضمن العديد من أعمال دا فينشي تحتوي على إشارات خاصة إلى عقيدة سرية مخالفة للعقيدة المسيحية الكاثوليكية التي كانت ذات سلطة مطلقة في ذلك العصر.أثيرت أسئلة كثيرة حول شخصية يوحنا في لوحة العشاء الأخير للفنان ليوناردو دا فينشي والذي كان موقعه فيها إلى جانب المسيح حيث قدمته الرواية على أنه مريم المجدلية ، ولكن بكل الأحوال جنح معظم الفنانين المعاصرين لدا فينشي بإيحاء من روايات التقليد الكنسي على تصوير يوحنا في لوحاتهم على أنه شاب يافع جدا لم تنبت لحيته بعد، وهو ذو ملامح أنثوية تماما كالعادة التي درجوا عليها برسم شبان إيطاليا في ذلك الوقت ، وتجدر الملاحظة إلى وجود بعض اللوحات لهؤلاء الرسام.

البشارةحوالي 1472-1475م - زيت على خشب98× 217 سميويزي ، فلورنسا، أيطاليا.

بشكل عام يعتقد أن هذا العمل هو من أولى الإعمال انتجت تماما من قبل ليوناردو. وكان العمل التي ينسب عادة لفيروتشي حتى 1869. والآن هناك اتفاق مطلق تقريبا يعزى إلى ليوناردو.

عذراء الصخور1483-1486م - زيت على خشب (نقلت إلى قماش)199× 122سم
متحف اللوفر، باريس، فرنسا.تعد من قبل اغلب مؤرخي الفنون أنها النسخة الأولى من النسختين.
عذراء بينيوس
1478- زيت على قماش49,5× 33سم متحف هبورج، سينت بيترسبورج، روسيا.
يعتقد أغلب النقاد أن هذا العمل متلازم مع عمل للسيدة العذراء اشار إليه ليوناردو في 1478


عذراء القرنفلة 1478 -1780 - زيت على خشب.62×47,5 سم ألف بيناكوثيك ، مونخ [ألمانيا]
بشكل عام تعتمد أنها لليوناردو، ولكن تم وضع لمسات فوق الألوان ربما بواسطة فنان فلندي.


عذراء ليتا
حوالي: 1490 زيت على قماش (تم نقلها من على لوح خشب)42× 33 سم متحف هاميتاج، سانت بيترسبورج
ربما تمت نسبتها لماركو دي اوجيونو [وكان احد تلاميذ ليوناردو]



عذراء المغزل
حوالي: 1501زيت على خشب50,2× 36,4 سم مجموعة خاصة، نيويورك
.يوجد ثلاث نسخ من العمل، وعلى ما يبدو انها بأيدي مختلفة، وربما تكون نسخ لعمل مفقود تم وصفه من قبل ليوناردو. أفضل النسخ المعروفة تعود لممتلكات دو بوتشلييوتشا والتي سرقت عام 2003 وتم استرجاعها عام 2007م



تعميد المسيح
1472×1475م - زيت على خشب177× 151 سم - يوفزي، فلورنسا، ايطاليا
رسمها اندريا دل فيروتشيو وقد رسم ليوناردو الملاك على الجانب الأيسر. و يعتبر عموما أن ليوناردو رسم خلفية المشهد والجزء الأعلى من السيد المسيح. ويعتبر هذا العمل من أولى أعمال ليوناردو وقبلت من قبل جوثمان مكوردي واسرمان وآخرين.




جنيفيرا دي بنيتشي
حوالي 1476 - زيت على خشب38,8× 36,7 سم - الصالة الوطنية للفن، واشنطن دي سي، أمريكا
الدارسين في بداية القرن العشرين كانوا حادين في خلافهم، ولكن النقاد المعاصرين وافقوا على صاحب العمل وهوية صاحبة الصورة.

مريم العذراء والطفل المسيح والقديسة حنه
1510 تقريبا - ألوان زيت على خشب168× 112سم - متحف اللوفر، باريس، فرنسا.


معركة أنغياري - 1505
تم اكتشاف ما تبقى من العمل في قاعة الخمسمائة (Salone dei Cinquecento) في قصر فيكيو، فلورنسا- هذه النسخة بواسطة بيتر بول روبنز


القديس جروم في البرية.
حوالي1480 تمبرا وألوان زيتية على خشب.103× 75 سم- القصر الرسولي، مدينة الفاتيكان.غير مكتمل



إعجاب المجوس- 1481م
تأسيس للوحة على خشب240× 250سم - يوفوتسي، فلورنسا، ايطاليا. عمل غير مكتمل

السيدة العذراء والطفل المسيح والقديسة حنه والقديس يوحنا المعمداني.
حوالي 1499-1500م فحم، طباشير أبيض واسود على ورق معتق142×105سم - الصالة الوطنية، لندن، المملكة المتحدة.

باتشوس - 1510- 1515

زيت على خشب الجوز وتم نقلها على قماش.177× 115 سممتحف اللوفر، باريس . عموما تعتبر نسخة من ورشة الفنان عن رسمة.





بعض من الأعمال التشريحية التى أشتهر بها دافنشى .. والتى تميز بها عن كثير من أقرانه الفنانين .. حيث العمق الفنى والعلمى والخبالى ..
( يمكن الضغط على الصورة للإطلاع عليها بحجمها الطبيعى ) ...

الجمعة، 20 فبراير 2009

أنا عاوز أباجورة ..

( 3 )


منذ عدة ليال احتدم نقاش بيني وبين أبنائى ، وبخاصة الأكبر منهم ، وهو الذى وَلَجَ منذ قليل المرحلة الإعدادية - أما الثانى فهو الصورة المستنسخة و ( المستأنسة ) منه فى كل تصرفاته .. كان سبب النقاش هو ما ألمسه منه من ميل الى الفوضى وعدم النظام فى كل أموره ، وبالزيادة فى تلك المرحلة بالتحديد .. بداية بإستذكار الدروس ، مروراً بالفوضى التى يتركها فى المكان بأوراقه ، وملابسه ، وأحذيته المترامية فى كل ركن فى المنزل .. وبعد التنبيه باللين مرة ، وبالشدة مرات .. غالباً ما يعود الحال الى ما كان عليه فى غضون ساعات أو أيام على أكثر تقدير .
فى تلك المرة أخذنا الحديث الى منحى آخر .. حيث كان موضع فض دروسهم كالمعتاد فى غرفة المعيشة التى تئن بمحتوياتها .. الأول استحوذ على ترابيزة الشاى ، والآخر أخذ وضع الانبطاح أرضاً وتناثرت أمامه كل محتويات حقيبته .. فى البداية حاولت أن الفت نظرهم الى انه يوجد لدينا مكتبين بالداخل فى غرفة مخصصة للمذاكرة تعانى الوحدة والفراغ .. فما كان منهم إلا الجواب الشافى الكافى .. إن الجو هناك بارد ، أما هنا الجو دافىء !!! إجابة أقنعت أمهم على الأقل .. وبخاصة فى ليل الشتاء البارد هذا ..
أخذنى الحديث معهم بعد وصلة النصح والإرشاد المعتادة فى مقارنة بحالهم الآن وحالى أنا فى مثل سنوات عمرهم .. وماأطيبها من أحاديث بالنسبة لهم فى تلك المساحة الزمنية بالذات ...
بمجرد أن صرحت لهم بأن مذاكرتى للدروس كانت على " الطبلية " مستعيناً بضوء " لمبة الجاز نمرة 5 " .. أما التدفئة فكانت " ركية " النار التى نعدها خصيصاً لمثل تلك الأمسيات الباردة .. سنحت لهم الفرصة التى يتمنونها دائماً لتنحية الكتب جانباً .. وهاتك يا أسئلة .. أيه هى " الطبلية " !! ، طيب ليه نمرة 5 !! ، و لماذا لم تستخدموا لمبات الكهرباء والدفاية !! كنتم عايشين بدون كهرباء !! كيف هى الحياة بدون الكهرباء ، وملحقاتها من دفاية ، سخان ، تليفزيون ، وحتى الكمبيوتر !!
لابد من ردود واجابات شافية لكل تلك الاستفسارات .. البعض منها ردود مقنعة لأسئلتهم اللاهثة والمتلاحقة ، والبعض الآخر يتحرون فيه الدقة حتى تصل الى مخيلتهم الصورة بشكل أوضح .. يجرني الحديث معهم أحيانا الى بعض التفاصيل ، وكأنها فرصة مواتية لنبش الماضى والتقليب فى دفتر الذكريات ، فيأخذنى الحديث مثلاً الى أن لمبات الجاز هذه أنواع وماركات مثل ( نمرة 10 ، نمرة 5 ، السهارى ، العفاطى ، ... ) ، وكل واحدة منها تختلف شكلاً وموضوعاً عن الأخرى وكلٍ لها موضع ومكانة فى المنزل ، أما "الطبلية " فهى ترابيزة مستديرة ذات أربع أرجل قصيرة .. نجلس أرضاً حولها ولمبة الجاز تتوسطنا .. وتستخدم نهاراً فى أعمال الخبيز ومائدة للطعام ، أما ليلاً فهى ترابيزة المذاكرة التى تجمعنا نحن الأخوة الثلاث لفض دروسنا وواجباتنا المدرسية التى لم تكن تثقل كاهلنا كما هو واقع اليوم لأبنائنا ضحية منظومة التعليم الفاشلة التى ليس لها مثيل فى العالم المتقدم منه والمتخلف .
يجرنى حديث الأبناء الى جوانب شتى فى تلك المرحلة المنقضية ، والتى غابت عنهم معالمها بدرجة تستحق بعض الايضاح والتقريب . فهم لا يتخيلون مثلاً كيف أن مصروفى اليومى - هذا لو كان هناك مصروف فى الأصل - لا يتعدى القرش صاغ ، وهذا المذكور يمكن أن نشترى بنصفه ساندويتش المدرسة ، ونحلّى بالنصف الآخر .. ويسرح خيالهم أكثر عندما أصف لهم رحلة المدرسة اليومية سيراً على الأقدام من قريتى الصغيرة الى القرية المجاورة فى مسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات ذهاباً ، ومثلها للعودة .. وفوق كل هذا وذاك لابد أن أذكر لهم - وبكل افتخار - أننى كنت دائماً الأول على مدرستى سواء فى الابتدائى أو الاعدادى .. وبرضه على لمبة الجاز والطبلية .. وأضغط كثيراً على تلك العبارة .. حتى تكون لهم خير حافز فى مسيرتهم .. حيث لم نتشرف بصحبة الكهرباء وأخواتها إلا عند رحيلنا من القرية - انا وأختى الكبرى - انتقالاً الى المرحلة الثانوية فى المدينة البعيدة عنا والانفصال عن الأهل فى مثل تلك السن المبكرة الى حياة فيها كل الاختلاف عن المرحلة السابقة عليها ومحل النقاش الآن .
طيب والتليفزيون !! التوأم الروحى لأبناء الجيل .. هل تستقيم حياة بدون تليفزيون .. وأفلام كارتون ومسلسلات وأكشن وخلافه !! تأتى اسئلتهم مستفسرة فى استغراب .. هنا لابد أن اوضح لهم الصورة ايضاً أن هذا الدخيل على مجتمعاتنا لم يقرب منزلنا قبل الصف الاعدادى الأخير .. حيث تشرفنا بقدوم هذا الـ " شارب " الأحمر 12 بوصة .. ابيض وأسود .. محمولاً على الأكتاف من الإسكندرية الى قريتنا النائية وعلى يد أخى الأكبر الذى تسلم عمله مؤخراً مهندساً فى مجمع الومنيوم نجع حمادى .. ومن أول راتب له فى عمله الجديد .. وهذا كان حكاية فى حد ذاته .. أول تليفزيون فى القرية وفى الجوار ، نقلة حضارية لم تكن فى الحسبان .. كان هذا الاختراع العجيب بالنسبة لى على وجه الخصوص أول نافذة فُتحت أمامى على العالم .. لا أنسى ابداً تعلقى الغير طبيعى بهذا الجهاز .. لدرجة أننى فى تلك المرحلة كنت أحفظ حتى الاعلانات عن ظهر قلب ، ومتابع منتظم للبرامج التى كانت محصورة على قناتين فقط كانت معروفة بالقناة الخامسة ( الأولى ) ، والتاسعة (الثانية ) - ولم أدرى سبب نعتهم بهذين الرقمين لا وقتها ولا حتى الآن – وهل يعقل أن انسى نادى السينما ، و أوسكار ، نافذة على العالم ، والمسلسل الأجنبى عقب نشرة التاسعة .. أوحتى اليوم المفتوح ( يوم الأحد من كل اسبوع ) .. حيث نشحن البطارية اليوم السابق ونجهز المكان فى فراندة المنزل استعداداً للطوفان الذى سيحل علينا فى الغد للإستمتاع بفقرات اليوم المفتوح من أغانى ومسرحيات وأفلام تتوالى على مدار اليوم ...
عفواً ... أخذني الحديث الى الثرثرة المحببة فى الماضى العذب الجميل .. ونسيت الأولاد ومشكلتهم التى لم أصل لحل لها حتى الآن ..
حلاً لمشكلة البرد المثارة .. كان اقتراح من جانبى بأن يأخذوا الدفاية الى حجرة المذاكرة ويعتادوا فض دروسهم هناك ..وهنا خرج الابن الأكبر بآخر حججه هرباً من الموقف .. " أنا عاوز اباجورة " اضاءة الغرفة غير كافية .. وعلى شاكلته .. الأصغر يردد " و أنا كمان عاوز اباجورة " ...
أوافق صاغراً على طلباتهم .. طبعاً لازم تيجى الأباجورة ، ( بل اثنتين ) .. حلا لهذه المعضلة الأسرية .. وفى أسرع فرصة .. قبل أن يخرجا علينا بأفكار أخرى مستحدثة تجرنا الى مالا تحمد عقباه .
وليبقى الوضع على ماهو عليه الى أن تأتى الأباجورة ( بل اثنتين ) ...

الاثنين، 16 فبراير 2009

أمزجــه !!!



كلمة " مِزَاجْ " تتردد كثيراً على ألسنتنا لنصف بها حالُنا فى وقت من الأوقات . فتارة مزاجنا ( كِويّس و عال العال ) بمعنى الانبساط والراحة المعنوية ، وتارة أخرى مزاجنا ( معَكْنِنْ أو مقَرْيِفْ ) دلالة على مسحة الضيق والكآبة التى تنتابنا ..
وإذا بحثنا بداخلنا فى أوقات كثيرة عن سبب واضح أو خَفِى وراء هذا المزاج الذى تمَلَكَنا فجأة فلا نجد له أى مبررات أو مقدمات تنبئ عن تلك الحالة التى صِرنا اليها ..
فى بعض الأحيان يستيقظ الفرد منا من نومه صباحاً وهو هادئ البال منشرح الصدر ، مقبل على الحياة .. يوزع الابتسام والإنبساط على كل من حوله .. لديه رغبة فى الحركة والانطلاق ، بالإضافة الى التسامح والتغاضى عن مساوئ الآخرين وهفواتهم التى لم تكن تمر قبلاً مرور الكرام .. ينظر الى الدنيا كلها من حوله بمنظار البِشْر والسرور ، ويتعجب من ضيق أفُق هؤلاء البشر الذين لا يرون تلك النعم وهذا الجمال فى الكون الذى أنعم الله به علينا .

وعلى النقيض تماماً فى أحيان أُخَر نستقبل يومنا بالعبوس والتجهم ، وتلال من الهموم فوق أكتافنا .. وكأن الدنيا كلها مُغَلقة الأبواب والنوافذ فلم نعد نرى لها أى بصيص أمل أو مخرج لمشاكلنا ومتاعبنا التى ننام ونصحو عليها . وكأن الكون كله تآمر علينا وسخّر كل البشر للكيد منا ونسج خيوط المؤامرة لنا . ولكثرة المشاكل والهموم نود لو نهجر هذا العالم ونبتعد عن واقعنا ، ويتنصل كل منا ، وهو على هذه الحالة ، من التزاماته واهتماماته المعهودة نحو الآخرين ، ولو حتى أقرب المقربين منه .. ويكون على أهبة الاستعداد للتصادم مع أول شخص يلقاه لمجرد أنه القى عليه تحية الصباح ..
يحاول أى منا أن يجد سبباً لتلك الحالة التى أصبح عليها فتبوء كل محاولاته بالفشل .. فما أسهل أن يوعز ذلك الى ( مزاجه المِقَرْيِف ) الذى صار عليه اليوم .. وبدون أى أسباب !!!
إذا ما وردتنى الحالة الأولى ( المزاج الطيب ) .. فى صبيحة أحد الأيام .. أصحو منتعشاً .. الملم بقايا الجرائد والورق التى تركتها أنا والأولاد فى غرفة المعيشة الليلة السابقة فى محاولة للإصلاح من وضعها ، أجهز لهم إفطار "ملوكى" - كما يطلقون عليه - من إعدادى الخاص . أفتح الراديو على برامج الصباح أو أضع بالسى دى إحدى الاسطوانات المحبب سماعها للجميع .. أداعب أهل المنزل حتى يستيقظوا من نومهم فى حالة من الانبساط والسرور .. ألبى طلباتهم المؤجلة من مشتروات أو سفريات أو نتناقش على الأقل بروح أسرية كلها الرضا والقبول بطلباتهم حتى ولو كانت مبالغ فيها كثيراً فى بعض الأحيان .
أما الحالة الأخرى .. فهى على النقيض تماماً من كل تلك الصورة .. شخط ونطر ، وتبرم بالأوضاع والأحوال ، وشكوى من الإهمال والفوضى التى تعم المكان ، ( تلاكيك ) على أتفه الأسباب للكبير والصغير فى المنزل .. حتى تنتقل العدوى للجميع فيصبح الحوار كله شد وجذب طوال اليوم ، وليس هناك مفر من تلك الحالة إلا ان ينزوي كل فرد على حاله وينكب على أشغاله الخاصة الى أن تمر تلك الحالة الطارئة .. على أمل أن يأتى صباح آخر يزف الينا حالة الدعة والسكينة التى افتقدناها لحين ..
أي الحالين أكثر التباساً وتملكاً لنا .. تلك هى المعضلة !! فقد تتفوق حالات الدعة والانبساط على حالات الملل والضجر ويمتد أثرها لفترة قد تطول أو تقصر فتكون فيها الخير كله للجميع .. وقد يكون العكس تماماً !! حيث أن تلك المظاهر لابد أن تمس بصورة أو بأخرى المحيطين والملازمين لنا على مدار اليوم سواء داخل المنزل أو خارجه فى محيط العمل .
وليس بالطبع تقلُب تلك الأحوال هى من قبيل المصادفة أو مجهولة السبب دائماً ، ولكن منها ما هو ناتج عن الحراك اليومى والأحداث التى نمر بها كل يوم بل كل لحظة نتفاعل فيها مع المجتمع الذى يضمنا .
فماذا نحن فاعلين مع تلك التقلبات والتبدلات فى أحوالنا من النقيض الى النقيض ومن وقت لآخر !! هنا لابد لنا من إعمال العقل فى ردود أفعالنا مع كل موجة تمر بنا فى بحر الحياة المتلاطم الأمواج ، ولا نترك أنفسنا نهباً للعواطف التى تأخذنا ذات اليمين وذات اليسار .. فتلك هى الحياة وتلك هى فنونها التى لا نتقنها إلا فى وقت متأخر من أعمارنا بعد أن يمر بنا الزمن ولا يبقى منه الا القدر اليسير الذى نحاول أن نتشبث به فلا يسعفنا الوقت ولا يسمح لنا المجتمع أن نحياه إلا بشروطه ومعتقداته هو فقط .

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

ماكبث .. وليام شكسبير


شخصيات الرواية : -
- ماكبث : لورد جلاميس وقائد جيش الملك دنكان
- دنكان : ملك اسكتلندا
- ليدى ماكبث : زوجة ماكبث
- بانكـو : قائد آخر لجيش الملك دنكان
- فليانس : ابن بانكو
- مالكوم و دونالبين : ابنا الملك دنكان
- ماكدوف : لورد فايف
- مجموعة اشباح ، الساحرات الثلاثة

المشهد الاول:
كان لورد جلاميس المعروف باسم ماكبث من اشجع قادة جيش الملك دنكان ملك اسكتلنداوكان الملك يحبه ويقربه اليه.. وبينما كان القائد ماكبث وصديقه القائد بانكو عائدين بعد انتصارهما فى احدى المعارك ....تقابلا مع ثلاث ساحرات ... وفوجىء ماكبث بأن الساحرة الاولى نادته باسمه ولقبه ونادته الساحرة الثانية بلقب لورد كاودور وهو لقب اعلى من لقبه ... ثم نادته الساحرة الثالثة بلقب صاحب الجلالة الملك القادم !اندهش ماكبث من كلام الساحرات لأنه اولاً لا يستحق لقب لورد كاودور ... ولأنه ثانيا لا يعرف كيف يصبح ملكا على اسكتلندا بينما الملك دنكان ما زال حيا وله ابنان سيعتلى اكبرهما العرش بعد موت ابيه ..! وقبل ان تختفى الساحرات الثلاث التفتن الى القائد بانكو وقلن له نبؤة غامضة : ( ستصبح اقل شأنا من ماكبث ولن تتولى العرش مثله ولكن ابناؤك سيصبحون ملوكا على عرش اسكتلندا !!بعد اختفاء الساحرات وقف القائدان مشدوهين من تلك الامور الغريبة التى حدثت امامهما وفوجئا بوصول رسول خاص جاء سريعا من قبل الملك .. وابلغ ماكبث بأن الملك قد انعم عليه بدوقية كاودور! واصبح لورد كاودور!!إذن فقد تحققت نبوءة احدى الساحرات ومعنى هذا ان ماكبث من الممكن ان يصبح يوما ما ملكا على اسكتلندا وقال ماكبث لصديقه بانكو .. ما رايك وقد تحققت احدى النبوءات .. هل تريد ان يصبح ابناؤك ملوكا على عرش اسكتلندا!قال بانكو ان هذه النبوءات قد تدفعك الى التطلع لإعتلاء العرش .. وهؤلاء الساحرات ما هن الا رسل الظلام .. وقد تدفعك كلماتهم الى ارتكاب اعمال شريرة وسيئة !ولكن ماكبث لم يلتفت الى تحذيرات صديقه .. وامتلاء قلبه بالرغبة الجامحة .. وامتلأ عقله بالتفكير فى كيفية تحقيق النبوءة .. وكيف سيصبح ملكا على اسكتلندا

المشهد الثانى:
عندما حكى ماكبث لزوجته حكاية الساحرات الثلاث ونبوءاتهن امتلأ قلبها بالسعادة... وكانت الليدى ماكبث هذه امرأة طماعة شريرة تطلعت بدورها الى الحلم بأن تصبح ملكة على اسكتلندا .. اذا اصبح زوجها ملكا .. لذا .. فقد اخذت تبث الفكرة فى عقل زوجها ماكبث وتغريه بأن يكون شجاعا وان يحقق تلك النبوءة ! وقالت ان السبيل الوحيد لتحقيق تلك النبوءة هو قتل الملك دنكان ..!بعد ايام وصل الملك الى القلعة التى يعيش بها ماكبث وزوجته .. جاء الملك ليهنئه بالنصر الذى حققه فى المعركة .. وكان فى صحبة الملك ابنه مالكوم ودونالبين ومجموعة من اللوردات ورجال البلاط..وأعجب الملك كثيرا بجمال القلعة التى يعيش فيها ماكبث وجمال موقعها واعجب اكثر بالكرم والاحترام الذى وجده من ماكبث وليدى ماكبث التى اجادت الابتسام وكل مظاهر الترحيب والتكريم والتبجيل للملك وحاشيته على الرغم مما كانت تكنه له فى صدرها من مكر وخدع ونيات شريرة. وبعد ان قام الملك بتوزيع منح الهدايا على رجال الحاشية وكبار الضباط اهدى ماسة ثمينة لليدى ماكبث مكافأة منه لها على حسن استقبالها له وكرم ضيافتها ولأن الملك كان مرهقا من أثر الرحلة فقد طلب ان ينام مبكرا .. ذهب الى حجرة النوم وفى صحبته اثنان من الخدم ليناما على مقربة منه وليلبيا اى طلب من طلباته اثناء الليل.

المشهد الثالث:
نام جميع من كانوا فى القلعة عدا ماكبث وليدى ماكبث.. واخذت تلك الزوجة الشريرة تخطط لقتل الملك.. واخذت تدفع زوجها دفعاُ لتنتهز الفرصة التى سنحت لهما للفوز بعرش اسكتلندا .. ولكن نوازع الخير اخذت تعتمل داخل قلب ماكبث وجعلته يتردد فى ارتكاب الجريمة ... اذ كيف يجسر على قتل ضيف فى بيته !! خصوصا اذا كان هو الملك الطيب الكريم الذى لم يبخل عليه ابدا بأى حب او تقدير.. فكيف يقابل كل هذه الأفضال بإرتكابه مثل هذه الجريمة الشنعاء النكراء .. ؟ !وعندما رات اللليدى ماكبث تخاذل زوجها و تراجعه عن ارتكاب الجريمة الغادرة .. سخرت منه وقررت ان تقوم بنفسها بقتل الملك .. فأخذت الخنجر و تسللت الى حجرة نوم الملك وكان الخادمان مستغرقين فى النوم لأنها كانت جعلتهما يشربان كثيرا من الخمر حتى تضمن غيبوبتهما عن الوعى ولما همت بان تغرز الخنجر فى قلب الملك خيّل لها وجه ابيها لذلك لم تجسر على قتله وولت راجعة الى ماكبث.وأخذت تصب فى اذنيه بكل الإغراءات والكلام المعسول وتصور له المجد الذى ينتظرهما عندما يتوليان عرش اسكتلندا .. وتشحن رأسه بالشر .. وتؤكد له ان الامر فى منتهى السهولة ... وان عليه ان يقتل الملك بضربة واحدة وانه من السهل عليه ان يلصقا التهمة بالخادمين وان عملية القتل لن تستغرق سوى دقائق قصيرة تبدأ بعدها اياما طويلة ينعمان فيها بكل امجاد العرش بعد ان يصبحا ملكا وملكة .ظلت تضغط وتضغط على زوجها حتى استجاب لها فى النهاية واخذ الخنجر وتسلل الى حجرة الملك ولكنه رأى خيالاً كأنه خنجرا مرفوع فى الهواء تسيل من نصله قطرات الدم و سرعان ما ادرك ان تلك خيالات واوهام تصورها الجريمة البشعة التى تدور فى رأسه المحموم .

المشهد الرابع:
وقع ماكبث فى براثن الشر تماما واقترب من الملك النائم واستجمع قواه وبضربه واحدة صوّب الخنجر الى قلب الملك . وبمجرد اقترافه الجريمة الغادرة انتابت ماكبث حمى من الخيالات المرعبة وتشوشت أفكاره وتخيل انه يسمع اصواتا عالية تصرخ فى جنون : لقد قتل ماكبث رجلا بريئا نائما ... لن يذوق ماكبث بعد الآن طعم النوم ... لن يعرف ماكبث بعد اليوم للنوم سبيلا !! اختلطت فى ذهنه كل الأفكار والخيالات المرعبة وعاد وهو مضطرب الى زوجته الشريرة وهو يترنح من الخوف والرعب ... فأخذت الزوجة تعنفه وتوبخه لأنه فقد تماسكه بهذا الشكل وطلبت منه ان يذهب ويغسل يديه الملوثة بالدماء واخذت الخنجر من يده وذهبت الى حجرة الملك القتيل ولوثت خدود الخادمين بالدماء حتى تلصق بهما تهمة قتل الملك ! وفى الصباح علم الجميع بجريمة قتل الملك دنكان وابدى ماكبث وليدى ماكبث حزنهما الشديد وبالغ اسفهما على موت الملك وكانت الأدلة الظاهرة هى قيام الخادمين البريئين بتلك الجريمة .. ولكن الاتهامات الحقيقية كانت تشير الى ان ماكبث هو القاتل.لذلك فقد هرب مالكوم الابن الاكبر للملك الراحل الى ايرلندا. وبهروب مالكوم الذى كان من المفترض ان يتولى العرش بعد موت ابيه خلا الطريق تماما امام ماكبث الذى توج ملكا على اسكتلندا وبذلك تحققت نبوءة الساحرات بالنسبة لماكبث ولكن .. كانت هناك نبوءة اخرى بالنسبة للقائد بانكوك.

المشهد الخامس :
كانت النبوءة التى يعرفها ماكبث وزوجته ان ابناء بانكو سيصبحون ملوكا على اسكتلندا ولكى يتخلص ماكبث من هذه النبوءة التى اقلقت راحتهما وبددت سعادتهما بالعرش الذى استوليا عليه .. قررا ان يتخلصا من بانكو وابنه فليانس بالقتل .. ودبرا خديعة اجرامية مرة اخرى !قام الملك ماكبث وزوجته بدعوة جميع اللوردات الى حضور حفل عشاء كبير..وكان من ضمن المدعوين طبعا بانكو وابنه فليانس وبينما كان الضيفان فى طريقهما الى قصر ماكبث خرجت عليهم مجموعة من محترفى القتل الذين ارسلهم ماكبث لإرتكاب الجريمة وتمكنت هذه المجموعة من قتل بانكو اما ابنه فليانس فقد استطاع ان ينجو وان يفر بجلده.وفى اثناء حفل العشاء تخيل ماكبث ان شبح بانكو كان جالسا على المقعد الخالى الذى كان مخصصا له وانتابت ماكبث حالة من الجنون فأخذ يهذى وكأنه يخاطب شبح !! فطلبت الملكة الليدى ماكبث من الحضور الانصراف لأن الملك مريض ويلزمه الراحة.وهكذا وقع ماكبث وزوجته فى بئر عميقة من القلق والشقاء خصوصا بعد ان تأكدا ان فليانس ابن بانكو مازال حيا ولذلك فقد قرر ماكبث ان يذهب الى الساحرات ليسألهن عن المصير و المستقبل.

المشهد السادس:
قامت الساحرات بأداء طقوس وحشية ومقززة ومرعبة امام ماكبث وظهرت اشباح وارواح شريرة اخذت تشجع ماكبث على ان يكون دمويا بصفة دائمة وشجعته على البطش بماكدوف لورد فايف وتنبأت له بأنه لن يهزم ابدا الا اذا تحركت غابة بيرنام من مكانها واتجهت نحو جبل دانسينان !
وهنا فرح ماكبث واطمأن لأنه لن يهزم الا اذا تحركت اشجار بيرنام فكيف لها اذن ان تتحرك الاشجار التى تضرب بجذورها فى اعماق الارض؟!سأل ماكبث الأرواح خبرونى هل سيجلس ابناء بانكو على عرش اسكتلندا ؟وعندئذ سمع ماكبث موسيقى عالية ومرّ على مقربة منه ثمانية اشباح على شكل ملوك كما ظهر شبح بانكو ملوثا بالدماء وهو يشير الى الأشباح الثمانية وادرك ماكبث بان هذه الاشباح هى من سلالة بانكو وانهم سيرثون عرش اسكتلندا وازدادت تعاسة وشقاء ماكبث ولكن افكاره منذ ذلك الحين اصبحت اكثر دموية وغادرة.

المشهد السابع:
ما إن وصل ماكبث الى قصره بعد مقابلة الساحرات حتى وجد ماكدوف احد اللوردات قد هرب الى انجلترا لينضم الى الجيش الكبير الذى كان يعده مالكوم ابن الملك القتيل دنكان ليحارب به ماكبث القاتل مغتصب العرش .
وعندئذ انتابت ماكبث موجة من الغضب العارم فذهب الى قلعة ماكدوف وقتل زوجته وكل ابنائه واقاربه.
وانتشر خبر تلك المذبحة الدموية الفظيعة بين سائر النبلاء واللورداتفإستشاطوا غضباً وهرب معظمهم لينضموا الى جيش مالكوم الذى يعده ليسترد به عرش ابيه القتيل واصبح ماكبث مكروها من الجميع الذين اصبحوا يرون فيه مثالا دمويا للقتل و الغدر.

المشهد الثامن:
فى تلك الأثناء ماتت الملكة ليدى ماكبث وقيل انها انتحرت لأنها لم تعد قادرة على احتمال كراهية الناس او احتمال وزر افعالها وافكارها المليئة بالشر واصبح ماكبث وحيدا فى قصره لا يشاركه فيه سوى الاوهام واليأس والرغبة فى الموت.وبين حين وآخر كان يقول لنفسه انه لن يهزم ابداً الا اذا تحركت غابة بيرنام كما قالت النبوءة وكان يتشبث بهذا الامل.
ولكن احدى الحراس جاءه ملتاعا يرتجف من شدة الخوف واخبره انه شاهد غابة بيرنام تتحرك نحو القلعة وانه شاهد هذا المنظر الغريب المخيف حين كان واقفا فوق التل وادرك ماكبث عندئذ ان نهايته قد اقتربت وان النبوءة المستحيلة قد بدأت تتحقق ثم وصلته انباء بأن جيش مالكوم قد اقترب من مشارف القلعة.

المشهد التاسع:
ولكن كيف تحركت غابة بيرنام ؟!
كان الأمر بسيطاًً للغاية فحين مر الجيش بجوار الغابة امر مالكوم كل جندى فى جيشه ان يقطع فرعا من فروع الأشجار ووضعه امامه اثناء سيره وذلك للتمويه حتى لا يعرف ماكبث العدد الحقيقى لجيش مالكوم وعلى اى حال فقد تحركت الغابة والتحم الجيشان فى معركة ضارمة وعندما شاهد ماكبث عدوه ماكدوف اثناء القتال تحاشى ان يقاتله واراد ان يتراجع امامه ولكن ماكدوف شاهده ودعاه الى القتال واخذ يسبه ويلعنه بإعتباره قاتل زوجته واولاده وافراد عائلته. ورد عليه ماكبث بأن ادعى انه مسحور وان السحر يحفظه من كل اذى ولن يتغلب عليه .

المشهد العاشر:
ولكن ماكدوف دعاه الى التخلى عن هذا السحر وتلك النبوءات الشريرة التى اقنعته بها الاشباح والأرواح الكاذبة ودعاه الى القتال والمبارزة .. ومع ذلك لم يتقدم ماكبث الى قتال عدوه واخذ يسب ويلعن السحر والساحرات والنبوءات وكل هذه الاشياء الخادعة واعلن انه لن يقاتل ماكدوف فقال له ماكدوف اذن فسوف ندعك تعيش ذليلا وسوف نجعل الناس يتفرجون عليك مثلما يتفرجون على الوحوش .. لم يحتمل ماكبث هذا الذل والهوان الذى ينتظره اذا وقع فى اسر اعدائه لذلك فقد شهر سيفه وبدأ مبارزة عنيفة مع عدوه ماكدوف وانتهى الصراع بمقتل ماكبث وقطع رأسه وهكذا استعاد مالكوم عرش ابيه الملك دنكان وفرح جميع النبلاء والجماهير بنهاية الطاغية...

تمت...

نون النسوة ...


نون النسوة فى حياتنا .. لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يتجاهلها مهما حاول جهده ..
وحديثى عن نون النسوة هنا لن يضيف الى ما كُتب حولها على مدى تاريخ البشرية ، لن أتناول حكاياتها مع آدم وإغوائها له حتى هبطت به من جنة الخلد الى دار الشقاء ، وكذلك لن أتفلسف وأدعى القدرة على تحليل نون النسوة نفسياً وعقلياً .. ولكن فى سطوري القليلة تلك سوف أمر على تجربة حياة معهن .. قد لا يكون فيها ما يثير الدهشة أو الاستغراب ، ولكنها مجرد موضوع يندرج تحت عنوان الفضفضة التى اتخذتها مسمى لبعض أطروحاتي ..
إذا استهللت كلامى بأن نون النسوة هى الأم وهى الزوجة وهى الإبنة .. فأنا بذلك لم أضف جديد بالفعل ..وقالها الكثيرون قبلاًَ وقتلوها بحثاً ، ولكن نون النسوة الشريكة والنصف الآخر للرجل .. فتلك لها نكهة أخرى ، وهى دائماً موضع تحرى أصحاب القلم والأدباء فى رواياتهم وأقاصيصهم ..
بداياتى مع نون النسوة منذ خطوات حياتى الأولى فيها شبه ميل لهذا الصنف من البشر .. بداية بتعلقى بالوالدة فى تلك السن المبكرة نظراً لما تتمتع به نسوة الريف ( فى تلك الآونة ) من حب وتسامح وعاطفة أمومة على الفطرة ، أكاد أجزم أنها تبدلت فى زماننا هذا مثلما تبدلت كثير من أحوال البشر .. حيث كنت ملازماً لها فى تلك السن المبكرة كظلها ، وأكثر ما كان يجذبنى الى ملاحقتها آنذاك هو مراعاة طيور المنزل وتربيتها ، وقد كان هذا هو العمل الموكل اليها فى عداد اعمال الأسرة الكبيرة ، لدرجة أنني فى أعوامى الأولى لم يكن لى من لهو ولعب سوى مع طيور منزلنا الكثيرة والمتنوعة ، مرات بالعناية بها وإطعامها وسقائها ، ومرات أُخر باللهو بها وتلوينها ، وجمع ماتجود به من البيض مهما توارت أماكن رقادها ووضعها له .. وتلك من الهوايات المحببة الى نفسى والتى إستمرت معى حتى وقت قريب من الزمن ..
الشخصية التالية من نون النسوة التى لازمتنى لفترة طويلة كانت أختى الكبرى .. حيث تشاركنا اللعب واللهو واستذكار الدروس ورواحنا وغدونا الى المدرسة منذ فترة الكُتاب الى نهاية التعليم الثانوى ، والتى بنهايتها قد انتقلت هى مباشرة الى منزل الزوجية ، وأخذت معها أحداث تلك الفترة بطفولتها وصباها الى غير رجعة ، وقد كنّ صديقات الأخت الكبرى هن أصدقائي المفضلين بالتبعية .. وكان لى معهن صولات وجولات فى تلك الفترة التى تتسم بالكثير من التبدل فى الافكار والمعنويات .. يكفى أن أذكر انهن كن سبب فى انحدار مستوى تحصيلى فى السنة الأخيرة للثانوى العام وتبدل حالى من التفوق الدراسى المعهود بى الى مجرد نجاح بالكاد أوصلنى الى كلية التجارة .. ولتكون مرحلة فارقة فى حياتى الى الأبد ...
ننتقل الى مرحلة نون النسوة .. الشريكة .. التى ساقها لنا القدر ، وحتماً علينا أن تشاركنا كل شىء فى حياتنا مهما صغر أو كبر ، المادى منه والمعنوى ، الشريك الملازم لنا فى أفراحنا وأطراحنا .. طموحاتنا وأحلامنا .. ومن يشذ عن هذه القاعدة بالطبع فهو الإنسان غير السوى فى نظر شريكه الآخر ، وفى نظر المجتمع ككل .. ولكى يتفق الشريكان على كل صغيرة وكبيرة تجمع بينهما تحت سقف واحد لابد من وجود الانسجام الفكرى والوجدانى ولو بدرجة من درجاته .. هذا التلاقى هو مايشكل دائماً حجر الزاوية فى علاقة الطرفين .. وإذا ما اختلّت تلك المقاييس فهنا يقع المحظور ، حيث لا مجال للإنسجام مرة أخرى إلا بتنازل من أحد الطرفين للآخر عن بعض من توجهاته وأفكاره .. والعكس تماماً إذا تشبث كل فرد بمعطياته العقلية والوجدانية فهنا الصخرة التى تتحطم عليها أحلام الراحة والاستقرار بينهما ..
ليس هذا من قبيل الفلسفة ، ولكن تجربة حياة .. مرت بى سنواتها فى غفلة من عمر الزمان .. تلك السنوات على قلتها إلا أنها تتمتع بثراء أحداثها ، وتقلبات أحوالها على الدوام .. فى وجود الشريك الآخر ، وماإستجد عليها فى وقت لاحق من وجود الأبناء .. لم تعد مقدراتنا هى التى نصنعها بأيدينا .. ولكن هناك تلك الأطراف الآخر التى يمكن أن تكون سببا فى لحظة سعادة أو لحظة ضيق وتبرم بالواقع ..

لن يجرنى الحديث هنا الآن عن الافصاح عن طبيعة علاقة قائمة مع نون النسوة مازالت فى زمن الحاضر، ولكن قد يأتى اليوم الذى أعود فيه الى تلك السطور وأضيف عليها تعليق على أحداث تكون وقتها فى الزمن الماضى .. ، أو من الجائز أن تواتينى الشجاعة وأفصح عن مكنون تلك العلاقة فى تعديل على تلك الرسالة فى وقت لاحق ، وهذا كان من دواعى استهلالى لتلك الأطروحة .. ولكن عدلت من فكرتى بالمصارحة والبوح بالمكنون فقط بعد إنخراطى فى تفاصيلها .. كل مايمكن أن أختم به حديثى هنا هو أن تجربة حياتنا مع نون النسوة هى بالفعل الشراكة التامة فى كل التفاصيل اليومية التى نمر بها فى حياتنا ، ولها الأثر الكبير فى تطلعاتنا وأحلامنا ، وافراحنا وأحزاننا ، وراحتنا ومتاعبنا ، ومن ينكر ذلك فهو غافل ( أو ناكر ) بلا شك عن كل مقدراته وتوجهات حياته اليومية والمستقبلية .

الأربعاء، 4 فبراير 2009

وريقات مبعثرة ...


تلك بعض بعثرة وريقات كنت قد طرحتها فى " مقهى الساخرين " .. بإسم ( زائر الليل ) .. منها ماهو موضوعات مختصرة ، وماهو ردود تفاعلية مع بعض أعضاء المنتدى ..
تم نقلها الى هناك ( قص ولصق ) بدون أى تعديل فى محتواها ..

أول مساهمة بالمنتدى كانت ( مضحكة ) الى حد ما ... عنوانها :

عضو جديد ( نوفى ) ...
مسامير ... دبابيس ... شواكيش ... ... ايه ياإخوانا الموضوع ... انا لفت نظرى اسم المنتدى ( مقهى الساخرين ) ... فقلت أدخل ... جايز الاقى حاجة جديدة ... حاجة تاخدنى شوية بعيد عن جو النكد اللى اصبح هو السمة الاساسية لحياتنا اليومية ... ولكن وجدت منتدى أدبى من طراز رفيع .. يتبارى فيه المشاركون فى صياغة الجمل والتراكيب اللغوية ، وكلٍ يريد استعراض مالديه من آداب ولغويات ... قلت ياواد ده مش ( مودك ) ، وشوف لك ملعب تانى يقدر مواهبك ( حلوة مواهبك دى ... ) حاكم كل واحد على النت وفى كل المنتديات اللى مريت عليها بيعتبر نفسه عبقرى زمانه ، وبيشطح فى كل المجالات ( أدب .. فلسفة .. سياسة .. دين .. رياضة ..... الخ الخ ) صدق اللى قال احنا عندنا ( فى مصر ) 80 مليون بيفتوا فى الدين ، وقدهم فى السياسة , وقدهم فى الرياضة ، وعيب كبير عندنا ان واحد يقول ( مابعرفش ) ... المهم ... علشان ماأطولش عليكم ... قلت اقول كلمتين وامشى ... يمكن حد يقراهم و ( يفلسفهم ) على ( موده ) ... يمكن أرجع أشارك تانى ... واقول رأيى ( ماهو كل واحد من حقه يقول رايه ) يمكن اضيف بعض سطور من عندى ( واسمحوا لى اكتب بلغتى الصحفية ) بدون أى فزلكة لغوية لأنها جايز تكون ماشية مع ( مود ) المنتدى ... وعلى فكرة أنا راجل تربوى وبحب القراءة جداً وفى كل المجالات ، وممكن اكتب برضة بلغة الضاد ... ولكن بلاها كلاكيع ( مش برضه المنتدى للساخرين .. ولا أيه !!! ) اما إهتمامى الأول ( الوظيفى ) فهو الكمبيوتر نفسه ... ولى فيه قراءة كثيرة فى عدة منتديات ... هذه مشاركة عاجلة ... بما أنى مشارك جديد ( نوفى ) ... وان شاء الله أقدر أقدم مساهمات ذات قيمة فى المرات القادمة ... فإلى الملتقى ...

كلام ... والسلام ...
ليلة امبارح ... ( ممكن أقول مساء أمس.. وأبدا بالبحث عن الكلمات والتراكيب اللغوية التى تخدم المعانى .. ولكن فضلت مبدئياً الكتابة بالعامية السهلة .. أو ماتسمى بلغة الصحافة ) .
أرجع وأقول ليلة امبارح نزلت كعادتى المتأخرة أتمشى شوية فى شارع ( النت ) ... وهذه عادة تأصلت عندى منذ فترة ليست بالبعيدة .. المهم لفت نظرى من بعيد يافطة متواضعة شكلاً وموضوعاً تحت مسمى ( مقهى الساخرين ) ... لأول وهلة لفت نظرى العنوان .. قلت ياواد طل طلة على الماشى .. مش هاتخسر حاجة .. المكان كان فيه حد معرفة قاللى انه من رواده .. وانا فى وقتها ماشغلتش بالى .. المهم دخلت المكان لقيته أكثر من متواضع .. تشكيلة من البشر ظهرت عليهم ملامح الجدية وواضح انه مفيش تهريج ...زى شغل الجماعة المثقفين ...
انا كنت فاكر انه مادام المقهى للساخرين يعنى هلاقى فيه شوية تهريج ونكت وكاريكاتير على شوية صور وفيديو من شوية ناس ناقمين على الأوضاع ... ولكن لقيت الصورة عكس ذلك تماماً ... إشى منتديات أدبية .. واشى ناس بتكتب بالفصحى وتتلوى بالألفاظ والتراكيب اللغوية .. اللى انا مابحبهاش ابداً .. المهم لقيت الموضوع جد ... مش فيه تهريج ..
قعدت شوية بين الناس دى .. اتفحص الوجوه .. لقيت فيه ناس فعلاً أعرفهم موجودين وواخدين من المقهى محل اقامة دائم .. وتقريباً هم أهل الدار .. بحكم طول الاقامة والعشرة .. غير الوجوه قلت أقلب فى الورق الكثير اللى مالى المقهى ، والناس كتر خيرهم مفهرسينه فىما يسمى " منتديات " بلغة النت " عجبنى منهم كام قصة وكام موال ... ( سلامات وازاى الحال ) ... قلت ياواد شارك ورد على الجماعة دول .. وهنا وقعت فى المحظور .. لابد من تسجيل بيانات وتقديم ( أوراق ثبوتية ) تؤكد الجدية .. قلت مافيش مانع .. سجلت البيانات والذى منه .. ونسيت اقول حاجة ... فجأة بأبص على الساعة اللى موجودة بالقهوة لقيتها دخلت على نص الليل .. وأنا مش متعود على السهر قوى ، وكذلك عندى شغل الصبح ... ومع ذلك قلت ياواد افتح الكلام مع حد من الناس دى .. ماتدخلش وتخرج كدة من غير ماحد يحس بيك ... توكلت على الله وكتبت كلمتين على قد ربنا مافتح عليا بيهم ... فيهم شىء من الاستعجال .. وعدم التنسيق .. المهم لقيت نفسى باكتب وخلاص .. وشجعنى يمكن شوية انى متمرس على الكى بورد وماعنديش مشكلة فى الكتابة .. لأنى زى ماسبق وأفصحت فى رسالتى أمس أنى واد متمرس .. المهم شوية الكتابة والذى منه أخذوا لهم كمان ساعة .. ولحقت نفسى وقلت مابدهاش كفاية كدة النهاردة ونكمل بكرة ...
دخلت سريرى أدور على النوم لقيته فص ملح وداب ... لقيت موضوع القهوة دة لازق فى دماغى ومش راضى ابداً يسيبه ، وفضلت على هذا الحال لأكثر من ساعتين ثلاثة ... لما أخيراً فٌرجت ونمت برضه ساعتين ثلاثة ...
رجعت من شغلى النهاردة .. أول حاجة فكرت فيها بمجرد ماوصلت البيت انى افتح النت ، وحالاً أدخل على المقهى ... أشوف فى ردود على ماكتبت بالأمس ولا لأ ... بالفعل لقيت ردين فى موقعين مختلفين وذلك لأنى نسخت الموضوع فى منتديين مختلفين ... الرد الأول بيرحب بى كضيف جديد على المنتدى .. قلت ومالو كتر خيره .. راجل محترم .. أما الثانى فلقيته تقريباً بيشتمنى ( ولكن باسلوب مهذب ) ماعرفش ليه من الباب للطاق .. مع انى على ماأظن كنت مهذب جداً فى كتابتى وقلت كلام محترم يليق بالمكان ... ولكن ازاى اسيب حقى !!! رديت على هذا الساخر وانا باأحاول أكتم غيظى على قد ماأقدر ...
المهم ... سواء هذا الرد أو ذاك ... فتح نفسى جداً على الكتابة ،، وقلت ياواد مش هاتخسر حاجة قول اللى فى نفسك .. ماكل الناس بتقول ... إمال هى المنتديات دى اتعملت علشان ايه .. وفعلاً عز عليا جداً الكلام ولقيت نفسى زى ماأكون بامسك قلم لأول مرة فى حياتى .. لأن آخر مرة كنت باأمارس فيها هذه الطقوس يمكن من عشرين سنه أو أكثر ، أيام التلمذة والذى منه .. المهم انى نويت وعزمت وتوكلت على الله ... وقلت أكتب .. لقيت ان الموضوع مش بالصعوبة اللى انا كنت متخيلها ..
فإن شاء الله نويت وعزمت ... أرتب أفكارى .. وأقدم تجربتى .. وألخص قراءاتى .. واسجل خواطرى ... فى مشاركة جادة مع رواد المنتدى .. ، وكذلك سأحاول يكون لى مساهمات فى مجال تخصصى .. ألا وهو الكمبيوتر نفسه .. وطبعاً هايكون فى منتدى الحاسب والنت .. اللى مريت عليهم ولقيت فيهم شغل ومجهود ممتاز .. فأرجو أن تقبلونى عضواً جديداً بينكم ... وسوف تثبت الأيام جديتى وحسن نواياى ...


كلام والسلام ... لثانى مرة ..
لليوم الثالث على التوالى ... مبقاش لى شغلانة على النت غير مقهى الساخرين ... وأنا اللى كنت كل مرة أدخل فيها على النت امر على مية .. ميتين .. موقع . إشى خبر من هنا ، وإشى جديد فى الحاسب من هناك .. واشى مدونات على الفيس بوك ... واشى غرف الشات فى بعض الأحيان .. ان لم يكن ال يو توب للتسلية على بعض لقطات الفيديو ... الخ الخ . ( وانا اللى جبت ده كله لنفسى !!! ) ... زى اللى ورط نفسه فى حاجة ومش قادر يخرج منها ...
المهم بيتهيالى من ضمن نظريات علم النفس مايٌعرف ( بجلد الذات ... ) وهى دى الحالة اللى انا عليها دلوقتى ... محدش هايصدق انى ضيعت قول ييجى سبع .. ثمن ساعات بأقلب فى الأوراق الموجودة فى هذا المقهى .. طبعا فى منها اللى يستاهل الوقفه عنده وبقراءه للآخر ، وفيه اللى بمر عليه مر الكرام ... المهم أكثر حاجة عجبتنى انه كل واحد بيسرد سيرته الذاتية ( بطولاته ... ) بعفوية تامة ... وطبعاً فيها درجة من التشويق فى طريقة السرد ( على طريقة كتاب الروايات ... ) تجُرك للمتابعة لمعرفة ايه اللى هايحصل للبطل فى النهاية ...
وطبعاً ... راقت لى الفكرة دى قوى ... وقلت ياواد هات ماعندك ... وقول اللى نفسك فيه .. مادام لقيت حد هايسمعك ( قصدى يقرأ لك ) ... ولكن ابدأ منين هى دى المشكلة ... وبعد تفكير ( عميق ) ... لقيت البداية من النهاية أفضل ... ( بطريقة الفلاش باك .. بلغة السينما ) ... بيتهيألى مفهوم قصدى ...
علشان مااطولش عليكم ... تقديمة بسيطة عن نفسى ... مصرى .. شرقاوى .. بلدة لا هى بالقرية الريفية ، ولا هى بالمدينة المعروفة .. ( مانسميه عندنا مدن الأقاليم أو بندر المركز ) ... المهنة ... تقريباً عاطل عن العمل ( بمقاييس الشغل وساعات العمل اللى بنسمع عنها برة ، واللى المفروض الانسان يقوم بيها ) .. بس يعنى مش عاطل قوى .. لأنى مطلوب منى عمل لا يستغرق سوى ساعة واحدة قول ساعتين على الأكثر فى اليوم ... ويمكن مفيش خالص ... طبعاً دى مش فزورة للى يعرف طبيعة العمل فى مصر .. واللى مايعرفش أوضح له أكثر ... المهنة ( مدرس ) ... ولكن مدرس قديم شوية ( يعنى خدمة قد 15 سنة تقريباً ... ) بدرجة وكيل ( ولا فخر ... ) . إوعى حد يفكر انى باأسخر من مهنتى ... ( فهى فعلاً مهنة الرسل والانبياء ... ) ، ولكن فيه حاجة غلط ... زى ماكل حاجة أصبحت غلط فى بلدنا ... ( كل حاجة واأتحدى حد يثبت لى غير كده ) ... وأظن فى ناس كثير متابعة الحملة الشعواء على المدرسين اليومين دول على القنوات المختلفة ...وتقطيع الهدوم اللى حاصل لهم ...
المهم ... مدرس ايه !!! ماالمدرسين أنواع ... ( يعنى حسب التخصص ، والمرحلة ، وخاص ولا لغات ، وتصنيفات أخرى كثيرة ... ) برضه هاقولك مش هاسيبك محتار ... مدرس حاسب آلى ... فى المرحلة الثانوى ...ياه .. ده حاجة محترمة ... محتر مة .. ماقلناش حاجة ... ولكن ثانوى أيه ! هنا فيه برضه تخصصات ... إمال ايه .. ( ثانوى فنى - تجارى ) ... وماأدراك مالتعليم الفنى فى مصر ... لو فيه حد فاكر المسابقة اللى عملوها من كام سنة على ترتيب الـ ( 500 ) جامعة الأفضل على مستوى العالم ، وكان نصيب مصر ( صفر ) ... زى صفر المونديال .. للناس اللى ذاكرتها كويسة ... لو اتعمل احصائية أو دراسة على التعليم الفنى فى مصر لأخذ أسوأ تعليم على مستوى العالم ( ممكن لو فى مجاملة شوية يكون من اسوأهم ) لأنى على يقين ان فىه برضة ناس كثير على مستوانا ( فى عالمنا العربى ... أو بلاش العربى ييقى الأفريقى ... لأحسن حد يزعل ) ... مش عارف أنا بأروح لبعيد قوى ليه كدة عن الموضوع !!! يمكن لأن الكلام بيجر بعضه ... واحد هايقول ليه ياأخينا مسود الصورة كده ... أقوله ده الواقع .. ( واللى ايده فى المية مش زى اللى ايده فى النار .. ) المهم العيال بتتعلم ايه فى الكمبيوتر فى التعليم الفنى .. ( وهما مابيعرفوش يكتبوا اسماءهم ... ) أقولك والله على قد مابنقدر ( شوية ويندوز ، على وورد ، على اكسيل ) ... واأهو ماشى الحال ...
واحد ثانى ممكن يقول ... ياعم مادام مش عاجبك الشغل ... ايه اللى غاصبك عليه .. ماتسيبه .. طبعاً هاقوله على طول انت مش عايش فى مصر .. انت من كوكب آخر ... طيب اسيبه وااروح فين .. ده أصبح قدرى ...وماحدش بيهرب من قدره ...
ده فيما يخص الشغل ... طيب مؤهلاتى الدراسية .. ودى يمكن مرتبطة بالفقرة اللى عدِت ... بكالوريوس تجارة .. يعنى محاسبة واقتصاد وادارة أعمال ... الخ ، طبعاً واحد هايقول ايش جاب لجاب ... أقوله برضه تانى يبقى انت مش عايش فى مصر ... وللتوضيح أكثر للناس اللى مش من هنا ( فى مصر تقدر تشتغل أى حاجة فى أى مكان مش زى ماإنت عايز ، لأ ذى الحكومة ماهى عايزة ) أظن كدة واضح ومفهوم ...
والله حاولت ياإخوانا بعد ما( اتعينت ) فعلاً فى التربية والتعليم .. ( أخذت دبلوم خاص فى التربية .. عل حسابى . ، ثم دبلوم فى الحاسب الآلى ، وكذلك دبلوم فى إدارة الأعمال ، وبذلت الغالى والرخيص علشان أكون حاجة محترمة فى مجالى الجديد ( الحاسب الآلى ) ،إشى دورات MS ، IBM ، ICDL ... الخ الخ
والحمد لله قطعت شوطاً لا بأس به فى هذا المجال واصبحت راضى عن نفسى فنياً ... إلا حاجة واحدة فقط أنا غير راضى عنها حتى الآن ، ( أى بعد 15 سنة ) من ممارستها ، وغير مقتنع بها بالمرة ، وأنتظر اليوم الذى سأودعها فيه غير آسفاً على مافات ... (ومش محتاجة إفصاح أكتر من كده ) ... والى أن يأتى هذا اليوم ( الذى لا أمل عندى فيه أن يأتى بالمرة ... ) سوف أزف اليكم البشرى لتهنئونى عليه ...
أكمل معكم الحوار فى لقاء قادم ... حيث تأخر الوقت ، وبدات معكم أعتاد السهر ، ويمكن مااقدرش اصحى بدرى واروح المدرسة ... ويفصلونى ... وساعتها هاقول انتوا السبب ...
سلام ... والى لقاء ...


تجربة فى مقهى الساخرين ...
( 1 )

الليل دخل .. والدنيا أسكت هس .... إلا من بعض المارة هنا وهناك فى شارع ( النت ) .. ناس على مختلف ( مشاربهم ) .. فيه اللى عارف وجهته .. وفيه اللى ( بيتسكع ) فى الشارع .. لحد مايلاقى حاجة تلهيه .. أنا بصراحة تامة .. من النوع الثانى ( بلا سخرية ) .. اضيّع كل يوم كذا ساعة عالنت فى اللى ينفع واللى ماينفعش ... المرة دى بالذات ... كان لى وجهة محددة فى الشارع ... ألا وهو مقهى الساخرين ... وطبعاً اسم ماجاش بالصدفة .. ده كان بدعوة من جماعة أصحابى من رواد المقهى ... بداية ... كان لدى انطباع مبدئى عن المقهى رسمته فى خيالى ... انه مليان زبائن على كل شكل ولون ...ومادام مقهى للساخرين يعنى المكان كله أنس وفرفشة والذى منه ... خاب ظنى بصراحة ... المكان غير اللى فى خيالى تماماً ..

( 2 )

صمت .. سكون ... انضباط تام ...المقهى أثاثه متواضع ... رواده مثقفين واشباه مثقفين وآخرين على باب الله ... فى صدر المقهى .. دكة الأدباتى* ( أو الحكواتى* .. كما كان يطلق عليه ) ... وكما عرفت فيما بعد أنها محجوزة لخمس أو ست أشخاص يتناوبون شرف الجلوس عليها ... ( بحكم الأقدمية .. أو أهل الخبرة أو أصحاب الكلمة فى المكان ) .. ودول اللى الكل بيسقف لهم على كل اللى قالوه واللى لسه مش قالوه ...
- الصف الأول محجوز لأهل الحظوة من رواد المقهى ... الجماعة اللى أخذوا من المقهى بيت وسكن ... وعرفت فيما بعد إن كل واحد فى الجماعة دى بيقدم رجل ويأخر رجل من ( الدكة ) .. وفى نفس الوقت متابعين لكل شاردة وواردة فى المقهى ( يعلقوا ... يضيفوا ... ينتقدوا ... )
بالاضافة لدورهم الرئيسى فى التصفيق والاشادة لأصحاب الدكة بلا كلل ولا ملل ...على كل اللى قالوه واللى لسه هايقولوه ..
- فى الصف الأول ( على جنب كده ) فى الركن البعيد الهادى ... توجد مجموعة من السيدات الفضليات ... ( لم أتبين ملامحهم ... ولكن سمعت أصواتهم فقط ... ) يمكن علشان إضاءة المكان مش كافية .. يمكن علشان قاصدين يكونوا متخفين سواء وراء ملبسهم أو أسمائهم التنكرية ...
المهم إن لهم دور فعال مع رواد الصف الأول ... ولا يخفى على أحد ...
- فى المقاعد المتفرقة من المقهى ... خليط من البشر ...
منهم اللى التزم بقواعد المكان ورضخ لقوانينه .. وقاعد يسمع طول الوقت .. وإن كان يعلق بكلمة أو جملة عابرة من وقت للثانى .. على سبيل ( أنا موجود ... ) .
ومنهم اللى شاغل نفسه فى حاجات فنية ... بعيد عن الأدب والأدباء ... طبعاً فى الحاسب والنت والبرمجيات وماشابه ذلك .. ، وطبعاً مالوش فى أى حاجة من اللى بيحصل حواليه فى المقهى .. - والبقية الباقية .. هم عابرى السبيل ( أمثالى ) ... قاعد شوية .. سواء بإستضافة أحد ... أو القعدة عجبته شوية .. لحد مايلاقى مكان آخر ...
فاصل ... ويتبع ...
* الأدباتى ( من وجهة نظرى ) ... كل هاوٍ للأدب ، والكلمة الفصيحة ، واللغة ( مطاوعاه ) فى صياغة ألفاظه والتعبير عن أفكاره .* الحكاواتى : كل هاوٍ للإقتباس والنقل عن الآخرين ... سواء على لسانهم ، أو بعد إضافة مذاقه الخاص على مايطرحه لللآخرين .

( 3 )

يتبع ...
- ثلاثة أيام فى مقهى الساخرين . رد فعل أهل الدار ( المقهى ) ..
- نويت الانسحاب ...
- قبل الرحيل ... ( حجر فى المياه الراكدة ) ...
- ملحوظة : لو فيه حد ... أنا مش على هواه ... يفصح فى ردوده ... وممكن أكتفى بذلك ...
الى لقاء ... لكم التحية ...

واجب الرد ...
( من بين بعض الردود على إطروحات إحدى العضوات الناشطات فى المنتدى ) .
بدءاً ...عذراً لتأخر الرد ...أما بعد ... يلجمنى أسلوبكم المهذب فى الحديث ... مما حدا بى أن أفتش عن كلمات على ذات المستوى من الرقى ...ولكن هيهات .. هيهات .. مررت فى طريقى الى هنا على أطروحتك ( ركود ) فوجدتها بحق سبيكة من معدن نفيس ... تتلألأ فيها الحروف ... وتشع منها رقة المعانى ... أشهد لكى بالاجادة ... ولا أزيد ...حتى لا أقع فى المحظور الذى عرضت له من قبل ...( الاشادة والتصفيق على طول الخط ) ... والصمت أحياناً أبلغ من الكلام ...لا يسعنى إلا أن أسجل شكرى وإمتنانى على التعقيب ... وتزيد سعادتى بالادلاء برأيكم فى طرح الأمس ( حصة فاضية ... ياكادر ) ...الى لقاء ... تحياتى للجميع ...

يا كادر ...
كادر .. كاتش .. فى الألولو ..... ...... ....... . مطلع أغنية شهيرة كانت مكسرة الدنيا فى مصر ، وجيرانها بالتبعية ... وهى مطلع أغنية ( كامننا ) للناس اللى داكرتها ضعيفة شوية ، وهى أغنية النجم الساطع ، والشهاب اللامع ( محمد فؤاد ، ورفيق دربه محمد هنيدى ) ... ومن يومها وللآن ، وأنا مش عارف يعنى أيه ( كادر ، ولا كاتش ، ولا حتى الألولو ) ... وكويس إن الأغنية أخدت وقتها وعدت ، ودهبت فى طى النسيان بالنسبة لى على الأقل ...
فى الآونة الأخيرة طل علينا نفس اللفظ مرة أخرى ( كادر ) ، ولكن هده المرة مرتبط بشريحة عريضة من المجتمع ( المعلمين ) .. وأنا فرد منهم .. وبعدهم بشوية ( الأطباء ) .. ولا ندرى من عليه الدور .. يمكن تصدق توقعاتك ، ويصرف الكادر على بطاقات التموين .. تحت شعار ( كادر لكل مواطن ) ...
المهم .. إن الكلمة لم تروق لى هده المرة ، لأنى بشكل خاص لآ أعرف لها أصل ولا فصل ... وحاولت بمجهود شخصى فى دلك ولم افلح ... ( كدر .. كادر .. مكدور .. مستكدر .. على وزن فعل .. فاعل .. مفعول .. مستفعل ) لقيت المعنى ينحرف الى مفاهيم أخرى غير الغرض الدى سيقت من أجله الكلمة ... بالله عليك بعض التوضيح .. لأصل وفصل الكلمة .. على طريقة أهل اللغة ..
واستهلالاً لحديثكم الشيق عن الكادر والمكدرين فى بلدنا طيب الدكر .. فقد أفادت آخر مصادرنا التعليمية بأن الكادر قد أحدث تغييرات إجتماعية هامة لا تخفى على أولى الألباب ...
- حل الكادر مشكلة العنوسة فى سوق المدرسات , حيث زاد الطلب عليهن ، وصار الخطاب يطلبوا ودهن ويمنوا أنفسهم بالزواج منهن ...
- تراجع رغبة المدرسين فى السفر للخارج .. مهما كانت المغريات المادية هناك ... طيب ويسافر ليه مادام الكادر حل مشاكله المادية والمعنوية والأسرية والمحلية والدولية و...... الخ .أما الآمال والطموحات فى محيط العمل .. فحدث ولا حرج :
أحد الزملاء ضبط مؤخراً متلبساً بالسؤال عن مقدم سيارة .. تصور ... مدرس بسيارة .. طبعاً لزوم الكادر والأبهة ..
زميل آخر ظهرت عليه أعراض الكادر .. طلب من والدته تخطب له بنت الجيران الدكتورة ( المصيته ) .. وليه لأ .. هو كادر ، وهى ( كادرة ) .. ومفيش حد أحسن من حد ...
إحدى الزميلات كانت مخطوبة لمهندس زراعى على قد حاله ... والدها فسخ خطوبتها ، وأعلن بكل صراحة .. بنتى لن تتزوج إلا عريس( كادر ) ، حتى لو قعدت من غير جواز العمر كله ...
وأحداث أخرى كثيرة ... تحتاج الى صفحات وصفحات لتناولها ... إمال أيه دى ثورة الكادر الميمونة ...
وسلم على الكادر ... وأهل الكادر .. وأنا وانت ...


سجل ياتاريخ ...
صال وجال الجميع بالقول فى مقامتكم العربية الغزاوية المتحدة ...
ولم يعد هناك موضع لمزيد من الإضافة ... تماماً مثلما امتلأت الصحف ووسائل الإعلام العربية بالشجب .. والتنديد .. والاستنكار .. والاستعباط .. والاستهبال ..
راجت سوق الكَلِم تلك الأيام.. وارتفعت أسهم الكُتّاب وأصحاب القلم عالياً فى سماوات المجد والفخار العربى ..
أصبح الكلام هو سلعة العرب الرائجة فى طول البلاد وعرضها .. كل ردود الأفعال العربية على ماوقع من مجازر ودمار شامل فى غزة على مدى ثلاثة أسابيع متواصلة .. هو الكلام ولا أكثر ...
طالت العدوى الجميع .. بلا استثناء .. من الحكام الى المحكومين .. من بيدهم ناصية الكلم .. الى اصغر ( هتِّيف ) فى الشارع العربى من الخليج الى المحيط ..
وآخرتها أيه !!! أيه آخر الكلام !!!
تاهت معالم الطريق ... وسكن العرب جحورهم كالجُرزان ..
على أمل أن يأتيهم الفرج القريب من أى مكان فى العالم .. الأمم المتحدة ! مجلس الأمن ! ماما أمريكا ! فرنسا ! تركيا ! أى حد والسلام ..
أى حد ياعالم يعبّرنا.. ويبص للمصيبة اللى وقعت على دماغنا .. للأسف الشديد .. طال الوقت .. وليس من مجيب ...
وآخرتها أيه !!!
فكر العرب ( بعد 3 أسابيع ) أن يجتمعوا .. لبحث القضية !!!
طيب نجتمع فين !!!
فى قطر ... ( قطر ايه دى كمان اللى طلعت لنا فى علبة البخت مؤخراً ).. لا لا ماينفعشى ...
طيب الكويت ... لا لا الكويت دى مالهاش أمان .. دى حليفة أمريكا الأولى فى الشرق الأوسط ...
طيب فين ياإخوانا عايزين تجتمعوا !!! سيبونا نفكر شوية .. يمكن نتفق بعد أسبوع .. اثنين .. ثلاثة على مكان محايد ترضى عنه كل الأطراف العربية ...
ومستعجلين على أيه ... بكرة إسرائيل تهمد ( ربنا يهدها ) وتسيب الناس دى فى حالها ... مالكم كده مستعجلين على أيه ... دايماً مستعجلين !!! هاتتحل إن شاء الله .. ياما أكتر من كدة وربك بيزيح ...
..............
..............
واآسفاه يا عرب ... ماذا سيحكى عنكم التاريخ ...
تحت عنوان : " عرب الذل .. والهوان .. والعار ..."
سجل يا تاريخ ... سجل يا تاريخ ... سجل يا تاريخ ...

تلك بعض من كثير.. كان من بين مساجلات وتعليقات تمت على مدى شهرين تقريباً هى عمر إقترانى بمنتدى " مقهى الساخرين " ، والذى مازلت عضواً فيه حتى الآن ..

بأعلى الموضوع " الصورة الرمزية " ، وأخيراً " التوقيع " ...