السبت، 24 يناير 2009

تداعيات الغزوة الحمساوية ...

إنتهت أزمة غزة تقريباً متزامنة مع مؤتمر القمة العربى بالكويت ..
وكانا هما بالطبع الحدثان الأهم خلال الأسبوع المنقضى .. قبل أن يخطف أوباما الأضواء بتسلمه زمام القيادة الأمريكية ..
أما أحداث غزة فقد قُتلت عرضاً وتعليقاً على مدى الأسابيع الثلاثة التى استغرقتها ، ولم يبقى لنا منها الآن إلا بعض الصور التى تتداولها وسائل الإعلام المختلفة ومنها الانترنت ..
وأما مؤتمر القمة الذى انعقد أخيراً .. وانفض عن مجموعة من القرارات هى أكثرها ( حبر على ورق ) .. ولم تأتى بجديد عن مؤتمرات أخرى سابقة عليها ..
من أهم تلك القرارات التى يمكن الوقوف حيالها :
- المصالحة العربية ونبذ الخلافات العربية .. وتلك بالتحديد أهم القرارات المفضوحة للقمة التى أرادت من ورائها محاولة لتجميل وجه العروبة القبيح الذى فضح الصهاينة سوءاته ، كما اسقط عن الجسد العربى المترهل آخر ورقة توت توارى عورته .. لتتركه فى حالة من الذل والهوان بل الخزى والعار الذى ستتوارثه الأجيال جيل بعد جيل .. أما بخصوص تلك المصالحة العربية فقد أثبتت تجارب التاريخ أنها من رابع المستحيلات التى لم يعرف بنو العروبة سوى ثلاثتها ( الغول والعنقاء والخل الوفى ) ... ولن يتخطى أثرها حدود القاعة الفخيمة الأسطورية التى شهدت أحداث المؤتمر المأسوف على قراراته ..
- القرار الثانى والأهم والذى جاء كرد الفعل الوحيد لأحداث الغزو الغاشم على غزة .. فهو أيضاً يعد من قبيل إراقة ماء الوجه .. بعد نوبة الغيبوبة والتوهان التى ضُربت على عقل صاحب القرار العربى .. حيث فى موجة كرم حاتمية تسابق الملوك والأمراء وبعض الرؤساء الى تقديم المساعدات الى القطاع المنكوب .. وتخطت الأرقام المليارات فى سابقة تاريخية لن تهوّن كثيراً فى الأمر الذى إنقضى ..


وتبقى المشكلة الكبرى التى طفت على السطح مؤخراً .. من الأحق بتلك الأموال .. ( حماس أم فتح ) !! حيث تسابق الأشقاء الفرقاء الى تبادل الاتهامات مرة أخرى .. فى محاولة لخطف أكبر قدر من تلك الأموال ليدعم كل طرف موقفه لدى المواطن الذى ضحى به الجميع فى تلك المعركة وكان هو الخاسر الأوحد فيها .. ولتصبح تلك الأموال أول عثرة فى طريق التقاء الأخوة الأعداء مرة أخرى ومحاولة فض النزاع بينهم ... والكرة الآن فى ملعب ( الأشقاء ) لنرى من سيفوز فى تلك المعركة الخاسرة بالجذرة التى يداعبهم بها السادة أصحاب الهبات والمعونات ... وقد سبقت حماس بخطوة حيث صرحت اليوم بالفعل على لسان أحد قياديها أنها سوف تعوض كل مواطن فى القطاع عن خسارته فى الأموال والأرواح بآلاف ( اليوروهات ) ... لماذا إختارت أن يكون الدفع باليورو وليس بالدولار أو التشيكيل الاسرائيلى ( وهو العملة المتداولة لديهم ) !!! كل واحد وإمكانياته .. اليورو برضه أفضل وأغلى !!!

- أما القرارات الاقتصادية التى خرج بها المؤتمر .. فحدث ولا حرج .. لا جديد فيها .. من سوق عربية مشتركة ،
الى اتفاقيات تبادل تجارى ، وجمارك ، واستثمار ، وماشابه ذلك .. فهى تعد من قبيل ( البزنس ) الذى لا يعدو كونه مصالح متبادلة بين الدول .. كل طرف يحسبها بمنطق الربح والخسارة .. وليس المقصود بها مصلحة الأمة ككل ...

وعلقة تفوت ولا حد يموت ...

وكل معركة والعرب طيبين ...

ومصائب قوم عند قوم فوائد ...


وسلم لى على القمة ...

وعبارات أخرى كتيرة تنطلق على اللسان فى تلك المواقف المبكية الضاحكة ...




هناك تعليق واحد: