الأحد، 28 ديسمبر 2008

- مساحة للصورة ...













مجموعة الصور للفنان الصاعد الواعد ( عاصم ) .
أتمنى له مستقبل باهر إن شاء الله ...
***

- عايز صكــى !!!

- أنعقد المؤتمر .. إنفض المؤتمر .. ( مؤتمر الحزب الوطنى الديموقراطى الخامس .. طبعاً ) .. والله شىء مايهمناش ..


- لجنة إقتصادية .. لجنة سياسية .. لجنة احزاب .. لجنة شباب .. لجنة ......لجنة ........ الخ الخ .


- فى المؤتمر .. تم مناقشة ........... ، وتحليل ......... ، وإتخاذ قرارت ......... وتوصيات ......... و ......... الخ الخ .. أشياء جميعها لا تشغل بالنا بالمرة . ومش فارقة مع حد ... حاجات الشعب إتعود عليها ..
- فى وسط هوجة التقارير والتوصيات التى خرج بها المؤتمر .. خرج علينا تصريح مطول وغير واضح المعالم ( فى حينه ) على لسان أمين عام سياسات الحزب ( الريس الصغير !! ) جمال بك مبارك .. فحوى هذا التصريح ...



- أن الحكومة الرشيدة سوف تطرح ملكية شركات القطاع العام على أفراد الشعب فيما يسمى ( صكوك الملكية العامة ) ... طبعاً ماحدش فهم حاجة من الكلام ده - فى وقتها على الأقل - ولكن لا .. نحن فى دولة ديموقراطية .. الكل لازم يفهم ويستوعب ويناقش ويقول رأيه .. الحكومة ( مابتخبيش ) حاجة على الشعب ..


- تم تشكيل لجان متخصصة فى هذا الأمر : لجنة تبحث فى تجارب الآخرين ( السابقين لنا فى هذه التجربة ) ومراحل النجاح والفشل فىها حتى نكون واعين للدروس ونستفيد من تجارب الآخـرين ..


- لجنة أخرى دورها إعلامى .. يعنى تلمّع الفكرة وتوضحها للناس البسطاء على كافة وسائل الإعلام وتشرح وتوضح وترد على أسئلة المتشككين والمعارضين ، و طبعاً كما هو واضح على رأس هذه اللجنة وزير الاستثمار ( د. محمود محيى الدين ) ..


- لجان أخرى تعد وتجهز للتنفيذ فور إتخاذ القرار النهائى ( إن لم يكن القرار قد إتخذ بالفعل من قبل ) .. يعنى تحصر أعداد المستفيدين . ودى برضه صرحوا بها علشان يفتحوا شهية الشعب ( العدد يدور حول الـ 40 مليون ، للأفراد من هم فوق سن الـ 21 عام ) .. ، يلى ذلك الشركات التى سيتم طرحها للإكتتاب ، ونسب الطرح ، ومسائل فنية أخرى كثيرة ، ولجان ، ولجان .... لم يتم ظهور دورها بعد ..


- نعود لفكرة ( الصكوك ) ... ومن أين هبطت علينا بها حكومتنا الرشيدة ... ولماذا فى هذا الوقت بالذات !!!


- حسب تحليلى الشخصى ...


- الفكرة ليست وليدة اليوم ... بل تم الاعداد لها فى كواليس الحكومة .. ويبقى الوقت المناسب للتنفيذ .. أما عرضها على الشعب فلابد أن يأخذ عنصر المفاجأة عنصراً رئيسياً فيها .. أما التنفيذ فهو واقع لا محالة .. رغم كيد الكائدين ، ومعارضة المعارضين .. وهل هذا هو الوقت المناسب من وجهة نظر الحكومة !!! بالطبع نعم .. وذلك لعدة أسباب ... منها ..


- يمكن دى فكرة أرادت الحكومة أن تشغل بها الناس لفترة من الزمن - كالمعتاد عندما تقل الكوارث فى البلد - لازم تخترع حاجة تشغل فيها الناس تقصر أو تطول حسب الأحوال !!

- يمكن فعلاً الحكومة أرادت أن تحسن صورتها السيئة أمام الشعب ، وتحسن الوضع الاقتصادى الذى يسوء يوم عن يوم بتجربة جديدة - خاصة بعد ثبات فشل تجربة الخصخصة - وماصاحبها من فساد وتدهور فى الوضع الاقتصادى !!! جايز ...

- يمكن الحكومة لها هدف خفى آخر ( معنوى أو إجتماعى ) .. ودى برضه من أولويات حكومتنا الرشيدة .. ألا وهو إستمالة الشعب الى سياسة الحزب الحاكم ورضاهم عنه .. وعن رجاله ( قيادات المستقبل ) وبشخص السيد أمين السياسات بالحزب - الذى زف الخبر السعيد للشعب - وأهو.. نجحت التجربة يكون السيد هو صاحب الفكرة والمنحة ، وعلى الشعب أن يرد الجميل ، ولو لم تنجح ..تبقى مجرد تجربة ولم تثبت جدواها ، ونبحث عن أخرى .. مش هانخسر حاجة .
- أنا عن نفسى أرجح الفرضية الأخيرة لأنها هى الأقرب للواقع ، ولأن الحكومة عندما تقدم على خطوة مثل هذه فلابد من وراءها أهداف أخرى خفيه ..

- طبعاً المبررات التى ساقتها الحكومة لتبرير هذه الخطوة الجريئة كثيرة ، ومهدت لها بعرض إعلامى لا يخفى على أحد ، ومازالت حديث الساعة ..
- نعود للتساؤل لماذا إختيار هذا التوقيت بالذات !!! يجوزمبرر الأزمة الاقتصادية التى يمر بها العالم ، وشوفوا الدنيا خربت بره قد أيه - ولكن لسياسة حكومتنا الرشيدة وإقتصادنا القوى المتين - إحنا ولا همنا .. أزمة أيه وبتاع أيه !!!
- تخيل معى هذا الحوار بين المواطن ( مصرى ) ومسئول الحكومة الرشيدة ... يوضح المسائل شوية ..
- ومابعد الأزمة .. ياسيدنا .. طيب ماتبيعوا شوية شركات أخرى زى ماأنتم متعودين ، وعلشان يمشى الحال وخلاص !!!
- لأ .. شركات أيه ... دى فكرة قديمة لم تثبت جدواها ( يقصد الخصخصة ) ، دى الشركات اتباعت وصرفناها على الشعب علشان نحسن من وضعه ... ولكن مجهوداتنا قوبلت بالجحود والنكران .. شعب مابيشكرش النعمة أبداً ، ومش عارف قد أيه الحكومة بتتعب علشانه .. إحنا محضرين حاجة هاتبسط الكل وتخلى الشعب المسكين ده يعيش فى ( نغنغة ) طول عمره . إحنا هانبيع له ( أقصد هانملكه ) شوية الشركات اللى باقية علشان لما يعرف إنها ملكيه خاصة له هايحافظ عليها بإيديه وأسنانه ..
- والله فكرة كويسة ... ولكن ياسيدنا الفكرة دى مدروسة !! .. يعنى مش هاتحَصَل فكرة الخصخصة وتسوء الأحوال أكثر وأكثر !!
- لأ خصخصة أيه بقى دى موضة قديمة ... إحنا فكرتنا جديدة خالص .. أى نعم فىه دول طبقتها زى ( روسيا ، وبولندا ، والمانيا ، ويمكن أخيراً ليبيا ولكن بصورة مختلفة شوية ) ولم تنجح بالقدر المطلوب ، ولكن إحنا درسنا الأخطاء اللى وقعت فيها هذه الدول ، وسنتلافاها بإذن الله ، إحنا لنا وضع تانى خالص .. دى دول مادية بتحسب كل حاجة من بُعد إقتصادى فقط ، إنما إحنا لا .. إحنا عندنا البعد الاجتماعى فى المرتبة الأولى ..
- وضح لى أكثر والنبى علشان أفهم ... يعنى العملية دى ها تم إزاى !!!
- الفكرة بسيطة جداً ... سنحصر شوية الشركات اللى بقت من الخصخصة ، مش كلها طبعاً ( يعنى مش هانقرب من قناة السويس مثلاً أو نهر النيل أوالأهرامات .... ) أو ماشابه ذلك .. أحسن تفكيرك يروح لبعيد .. إحنا بنقول شركات .. نقيّمها بمعرفتنا طبعاً ، ونقسم القيمة دى على صورة صكوك ( إنت مالكشى فى الاقتصاد ولا أيه !!! ) ، وبعدين نوزع تلك الصكوك على أفراد الشعب بالتساوى .. ( ماحدش أحسن من حد ) .. أظن فكرة سهلة وبسيطة ..
- أعذرنى .. واستحملنى شوية .. طيب الناس هاتاخد ( الصكوك ) دى إزاى !! ولما تأخدها هاتستفيد بها أيه !!
- الصكوك ياأخينا هاتوصل لكل واحد لحد بيته ( زى ماعملنا فى رغيف العيش كده ) .. يعنى يقدم صورة البطاقة يستلم ( صكه ) إن لم يكن فى بيته .. يبقى فى البوسطة ..
أما النقطة الثانية .. هايعمل أيه بالصك !! الصك ده هايكون له عائد سنوى ( حسب الشركة وأرباحها ) .. يتوزع على ( حامل ) الصك كل سنة .. أظن الموضوع واضح ومفهوم ...
- طيب سؤال أخير والنبى ... الصك ده لو ( إتذنقت ) فى قرشين كده .. أقدر أتصرف فيه !!!
- طبعاً .. دى حاجة ملكك وإنت حر فيها زى ماإنت عايز ..
- دى حاجة حلوة خالص والله .. ربنا يخلى لنا الحكومة ، والحزب الوطنى الديموقراطى ...
- إنت لسة يابنى بتقول الحكومة والحزب ......... دول الإثنين واحد .. الحكومة هى الحزب والحزب هو الحكومة .. إنتوا مش عايزين تفهموا بقى !!!
- أفادكم الله ياسيدنا ... أروح أنا بقى أفرح العيال ، وأشوف الصك ده أول مايقع تحت إيدى هاشترى بيه أيه ولا أيه ولا أيه ولا أيه .............!!!
- ألا يذكرنا هذا الحوار بما عُرف فى التاريخ بـ ( صكوك الغفران ) .. عندما إحتارت الكنيسة وكهنوتها فى العصور الوسطى فى أوروبا وجاراتها فى تدبير مواردها المالية .. فتفتق ذهن أحد ( شياطين الانس ) عن فكرة بيع صكوك الغفران للشعب مقابل أن تغفر لهم الكنيسة ماتقدم من ذنوبهم وماتأخر .. يخيّل لى نفس الصورة تكررها معنا الحكومة .. مع الفارق الزمنى فقط .


مارأيكم أفادكم الله !!!
- هل ستنجح الحكومة هذه المرة فيما فشلت فيه حكومات سابقة ... أم أنها مجرد خدعة لا تنطلى على كثيرين !!!
- هل ستتراجع الحكومة عن الفكرة أمام انتقادات المنتقدين ، ومعارضة المعارضين .. أم أن تلك الانتقادات والمعارضات لم تعد تأبه بها حكومتنا الرشيدة !!! وهاتنفذ .. هاتنفذ ..

- لو نفذت الحكومة ... إحنا فين من ده كله !!! هاناخد الصك برضانا !! واللا ها نسكت وناخد على قفانا !!! واللى مش عاوز صكه .. طيب مصيره أيه الصك ده !! هايدخل مرتجعات فى خزانة الحكومة !! ، واللا يمكن الحكومة تأخذها بمفهوم تانى .. إن الشخص - رافض الصك - ده معترض على سياستها الرشيدة .. وبكده برضه هايكون خسران رضا الحكومة عنه ...


- ياريت كل واحد يقول رأيه مبدئياً .. فى مساحة الحرية الصغيرة هذه المتاحة اليه ...يقبل الصك !!! ولا مايقبلوش !!!
- أنا عن نفسى .. وبكل صراحة .. وبلا خجل .. أول واحد هاأقول ... ( عايز صكى ) ... ولن أتنازل عنه مهما كانت الأسباب والتضحيات ... وذلك عملاً بالمثل الشعبى القديم ...
(( إن وقع بيت أبوك .. إلحق لك منه طوبة ))
والى لقاء ...

لكم التحية ...

ــــــــــــــ

الخميس، 25 ديسمبر 2008

- مواجهة .. قصة قصيرة


إفترشت ( هى ) أرض الغرفة .. فتحت صندوق أغراضها الخاصة .. مدت يدها أفرغت محتواه .. إنها تعلم كل ورقة به ، كل صورة ، رسائلها ، مفكرتها الخاصة ...
هذا هو عالمها الخاص الذى لا يشاركها فيه احد .. غالباً ماتلجأ اليه كلما وجدت فى نفسها فراغاً أو ضيقاً أو ألمَّت بها الذكريات .. هذا عهدها بهذا الصندوق طوال خمس سنوات مضت.. هى عمر زواجها تقريباً الى اليوم ..
تلك المرة الطقس مختلف .. افرغت صندوقها على الأرض .. حدقت فيه النظر .. لم تدعها أحزانها تسافر بعيداً .. بل توقفت عند أحداث الليلة الماضية فقط ..تلك الليلة كانت فارقة فى علاقتهما .. أعدت لها العدة منذ شهور بل منذ سنوات مضت ، لملمت كل شجاعتها .. أصرت على المواجهة مهما تكون العواقب .. لم يطل الحديث .. بل كان مقتضباً تنحت عنه العواطف جانباً ..
هى : " ........ أنا لن تستمر حياتى هكذا بدون أطفال .. إنا أكرر رجائى بأن ( نتبنى ) طفل من إحدى دور الأيتام .. يسعد حياتنا .. وننال عنه خير الجزاء .."
هو : " أنا رأيى فى هذا الموضوع واضح .. هذا مخالف لشرع ربنا .. ، وإحنا لازم نرضى بقضاء الله وقدره .."
هى : "ونعم بالله .. ولكن لابد أن تجد حلاً لمشكلتنا هذه .. أنت غير مدرك للمأساة التى نعيشها .. السنوات تمر بنا .. وأنت وكأن الأمر لا يعنيك .."
إحتدم النقاش بينهما ، وكلٍ يُلقى باللائمة على الآخر ..
..............................................

تذكَرَت الآن آخر مالفظ به فى هذه المواجهة .. عبارة " مع السلامة " ..وتلك جاءت رداً على تهديد منها بترك المنزل .. " هكذا هانت عليه العشرة .. بكل هذه البساطة !! " .. أخذت تردد مع نفسها ، حتى غالبتها الدموع حسرةً على ماوصل اليه الحال بينهما ..
" لابد أن أترك له المنزل .. أنا تنازلت كثيراً منذ زواجنا .. أنا لدىَّ كرامة .. إنه لم يفكر حتى بإرضائى ولو بكلمة قبل خروجه للعمل صباحاً .. " همهمت بكلمات فى أول جلستها
....................................
" لا .. لا .. سوف أصالحه بمجرد عودته .. أنا التى حادثته بأسلوب غير لائق .. " أضافت وجلستها لم تنفض بعد .
................................................
................................................

سمعت صوت مفتاحه فى الباب الخارجى ... " موعد عودته لم يحن بعد .. ماالذى أتى به مبكرا على غير العادة !!! " كسرت حدة الصمت ..
طاف بالمنزل .. لمحها فى غرفة النوم .. طرق الباب خفيفاً ..
" سوف أتصنع الغضب .. لن أرد عليه .. " فكرت ..
جلس حيث جلست .. مد يده الى أوراقها .. تناول بعض منها .. قرأ عنوانها .. تبسم ..

" تبادر بالاعتذار !! أم تستسلم لعنادها ، وتكابر !! " مازالت مطأطأة رأسها وتفكر ..

" الاعتذار " .. قررت أخيراً ..
نظرت مباشرة الى وجهه .. لمحت فى عينيه ابتسامة صافية .. وعلى شفتيه كلمات همَّ بنطقها .. " مررت على إحدى الدور ، وأخذت موعد مع المديرة .. سنذهب غداً سوياً لتختارى الطفل الذى تودينه ... " قالها بصوت هامس ، وبلا مقدمات ..
ألجمت المفاجأة لسانها .. تبسم ثغرها .. دمعت عيناها .. مد يده يكفكف دمعها .. مدت يدها الى أوراقها ..
التقطت تلك المجموعة من الأوراق المعقودة بالشريط الأحمر ..
فضت رباطها ..
لمح عنوانها..
عرفها ..
إنها رسائله التى كان يدسها طيات دفاترها فى سنوات دراستهما الجامعية الأولى ..
......................................
إستعادا معاً ذكريات ..
كادت أن تذهب فى طى النسيان .
.......
ــــــــ تمت .

الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

- استهلالاً للحصة الفاضية ...


- الحصة 45 دقيقة لا أكثر ولا أقل ... أنظر الى ساعتى بالتمام والكمال تعلن العاشرة تعلوها عشرون دقيقة أخرى ... مازلت فى وقفتى مطلاً من شباك معمل الحاسوب ( كما يحلو للبعض أن يسميه ) ..على حوش المدرسة ...
- إستتبت الأمور بدرجة كبيرة فى طرقات المدرسة ... سكون فى الحوش .. إلا من أحاديث الأخوة رواد دكتى الحوش ... مدرسان ، المشرف ، ناظر المدرسة ...
- على فكرة المدرسة بها مدير عام ، مدير ، ناظر ... مدلول ذلك أن بها ضبط وربط يفوق مدارس أخرى كثيرة وبمراحل ...
- وقفة قصيرة عند آخرهم ( الناظر ) ... فهو من الشخصيات المحورية فى الصورة التى أنقلها من المدرسة ، ويستحق أن أفرد له بعض السطور ...
أكيد كل منا يتذكر خلال مراحل تعليمه المختلفة شخصية تعليمية تركت لديه أثر طيب ، وكل موقع عمل به هذا النوع الفريد من البشر .. الذى يتفانى فى عمله ، وعطاؤه بلا حدود ... هذا هو شخص السيد الناظر فى مدرستنا ... شخص يُجمع كل من فى المدرسة على إحترامه ... خُلُق كريم ... قدوة ومثل يُحتذى ... معلم مثالى بملء الكلمة ...

- نعود لأحداث الحصة الفاضية ...- من الطابق الأعلى يأتى صوت الأبلة ... منادياً على المشرف ...
المشرف : فيه أيه ياأبلة ...
تهبط الأبلة الى أرض الحوش ، يتبعها طالبتان ... أحداهما تفوق الأبلة حجماً وكسماً ...
الأبلة : الأبلوات ياأستاذ ........... أنا بأشرح على السبورة ، وهما ماسكين الموبايل .. ومرة فاتحينه على أغانى .. ومرة تانية يصوروا بعض ... قلت لهم أقفلى الموبايل انتى وهى ... مفيش فايدة ... وكرروا الموضوع أكثر من مرة ...
المشرف : ( موجها حديثة للناظر ) شوف والنبى يااستاذ .......... الموضوع ده .. انت اللى هاتقدر تتصرف معاهم .
الناظر : والله أنا زهقت ... العملية ماعدش ناقصها إلا الموبايلات كمان ... والله الغبى اللى إخترع الموبايل ده ، لو كان عارف إنه هايوصل لإيد عيال زى دى فى يوم من الأيام ... كان راح إشتغل زبال أشرف له ...
- إحدى البنات تهم بالحديث ... والله ياأستاذ الموبايل كان فى الشنطة ، وكان بيرن فأخدته أشوف مين اللى بيرن عليا ... الناظر : ومين بقى ياستى اللى كان بيرن عليكى ...
البنت : واحدة زميلتى فى الفصل التانى ...
الناظر : وانتى شايلة موبايل ليه من أصله ... تكونيش سيدة أعمال واحنا مانعرفش ...
الأبلة : انت مصدق كلامها ياأستاذ ............. دى فعلاً كانت مشغلاه على أغانى ، وبعد كدة ماسكاه تصور زميلتها ...
البنت ( فى تحدٍ سافر ) : ياأستاذ الموبايل بتاعى حتى مافهوش كاميرا ... وأهه مع الأبلة ... شوفه كمان .
الناظر : واضح إن الموضوع هايطول ... معلهش ياأبلة إطلعى انتى على حصتك ... وأنا هاأتصرف معاهم ...
موجهاً حديثه للبنات ... إنتى وهى بقى ... مش هاتدخلوا المدرسة إلا بعد ماييجى ولى أمركم ، والموبايل ده هايفضل عند المدير لما ييجى .. وقبل كل حاجة تتأسفوا للأبلة ... وتقبل أسفكم ..
البنات ( فى نفس واحد .. وبإلحاح ) ... والله ياأستاذ ......... لن نكررها ثانى ...والنبى ياأستاذ ...
إحداهن ... والنبى ياأستاذ ............ أبويا لو عرف مش هايخلينى آجى المدرسة تانى ...

.....................

النقاش دائر بين الطالبتين والناظر ، وإضافة من المشرف ، وتدخل من المدرسين الحاضرين ...
- وفجأة ... الفصل المقابل للحوش مباشرة ... صوت خناقة بحق وحقيقى من داخل الفصل ... يُفتح الباب على منظر جعل الجميع يهرولون نحو الفصل ... المدرس يكيل لأحد الأولاد ضرباً ويدفعه بكل قوة الى خارج الفصل ، مع سب ولعن بأقذع الألفاظ ، وفى حالة من الثورة والهيجان ... الطالب آثار دم على وجهه ..وبدوره يهدد ويتوعد للأستاذ راداً له السب بالسب ، ويلوح بيديه متحاشياً عصا المدرس بكل مالديه من قوة .
إنكسر سكون المدرسة مرة أخرى ... وبقوة المفاجأة هذه المرة ...دققت النظر من برج المراقبة ( خاصتى ) ... الله مش ممكن ده الأستاذ .......... هو اللى بيتخانق .. مش ممكن !!.. ده آخر شىء أتوقعه انه يفقد أعصابه لهذا الحد .. لم يعد هناك بد ... من أن أبرح مكانى على وجه السرعة متجهاً الى أرض المعركة ... خرج المدرسين تباعاً من فصولهم متوجهين نحو ( العركة ) الدائرة فى الطرقة ، يتبعهم الطلبة .. والتى انتقلت ساحتها تباعاً الى الحوش .تحول الحوش الى مجموعات من البشر ... مجموعة من الأساتذة حول المدرس .. تهدىء من روعه .. مجموعة أخرى لم تحضر الواقعة من بدايتها تستقى معلوماتها من المنبع من داخل الفصل ...
وجدت نفسى بلا ترتيب ضمن أفراد المجموعة الأولى .. الجميع لديه تساؤل واحد ...
أيه اللى حصل !!! ... أيه اللى حصل !!!
المدرس ( فى حالة من الأسى والغضب الشديد ، وبصوت أسمعه الجميع ) ... : بقى أنا بعد العمر ده كله .. العيال تحدفنى بالطباشير وأنا واقف على السبورة .. والله ابن الـ.......... مايقعد بعد كده فى المدرسة .. كرر المدرس عبارتيه أكثر من مرة ، وفى المرة الأخيرة إختلط صوته مع دموعه ... وأنا والجميع نهدىء من روعه ...
- اخذ الموقف شكلاً درامياً .. يختلف تماماً عن كل مرة .. حيث أن موقف مثل هذا ليس بجديد فى المدرسة ، وتقع أحداثه من وقت لآخر .. ونهايته غالباً معروفة للجميع ... الطالب يعتذر للأستاذ .. والمدرس يقبل العذر مضطراً .. بإقتناع أو عدم إقتناع ، أو بإلحاح وضغط من باقى الزملاء أو إدارة المدرسة ...
مدير المدرسة ، المدير ، الناظر ، المشرف .... الجميع فى أرض الحدث ... يسأل ويستجوب ، مرة المدرس ... أخرى الطالب ... ومرات أخرى طلاب الفصل ... يتداول الجميع فى ملابسات الواقعة ... الكل يصدر أحكامه ... المدرسين .. الغالبية منهم .. يرددون.. الطالب ده لازم ينفصل حتى يكون عبره لغيره ... إحنا مابقاش لنا أى كرامة فى المدرسة ...
المدير ... خلاص ياجماعة ... إحنا هنأخد الاجراء القانونى ... والغلطان يتعاقب ... هو الفصل عندكم حاجة سهلة كدة .. ماحدش فيكم متابع اللى فى التليفزيون والجرائد اليومين دول ، واللى عاملينه فى المدرسين ... ماحدش فيهم فات من قدام مدرسة فى وقت الانصراف وشاف العيال دى بقى شكلها ايه ... ماحدش فيهم تخيل نفسه قاعد فى وسط أربعين خمسين طالب من دول وإزاى هايتصرف معاهم ... إذا كان أولياء الأمور مش قادرين على أولادهم ... ولا قادرين يربوهم كويس ...دول علشان يريحوا دماغهم بيبعتوهم على المدرسة .. المدرسة هاتعمل أيه ولا أيه ...
المدرسين ... علشان كده ... ياأستاذ ينفصل ويروح فى داهية ... ماإنتوا اللى دلعتوا العيال وخلتوهم يقلوا أدبهم ... الناظر : يللا يااساتذة كل واحد على حصته ... إدارة المدرسة هاتحل المشكلة ... يالله يااستاذ ........... تعالى على مكتب المدير ..و يجذبه من يده .. يللا ماتقعدشى كده .. إنت لسه صغيرعلى الكلام ده !!! ياما شفنا كتير من الحاجات دى ، هى دى يعنى أول مرة . وانت ياأستاذ .......... هات الولد صاحب المشكلة عند المدير ...وانت ياأستاذ ( المشرف ) ... خلى كل واحد يروح على حصته ...
المشرف ... حصة أيه بقى ياجماعة ... كل حصة وانتم طيبين ...
إضرب يابنى انت هناك الجرس ...

بدأت الفسحـــــــــــــــــــة ...

***

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

- حصة فاضية ...


جرس الحصة ضرب .. ضرب ...
طابور الصباح .. بداية حصة - نهاية حصة .. فسحة .. إنصراف ... كله جرس .. جرس ..جرس ...
هل هناك أى موظف يبدأ عمله وينهيه بجرس .. وكل كام دقيقة جرس آخر .. ينبىء بنهاية حصة وبداية حصة أخرى .. سوى المدرس !
بالطبع كله مضبوط بالدقيقة - مش زى الموظفين إياهم اللى لا لهم ضابط ولا رابط - وإذا فكر يزوغ ( ولو حصة ) .. يكون أمره مكشوف على رؤوس الأشهاد فى مدرسته بالكامل .
نرجع للجرس اللى ضرب من شوية ...ضرب الجرس .. هبت البنات من أماكنهن فى هرج ومرج ..
لم يعجبنى المنظر ... ثرت غاضباً ...
" كل واحدة فى مكانها . ياشوية ......... ، قلت ميت مرة .. نقفل البرنامج ، ونطفى الجهاز .. وتعدلى الكرسى اللى كنتى ........ عليه انتى وهى ".
إستجابة من الجميع على مضض ...
"أخيراً ... يالله بالسلامة .. يامحترمين ... وإقفلوا الباب وراكم ..."
- أووووف ... انتهت حصتين ، باقى حصتين ، ولكن للأسف بينهم حصة فاضية ..
طيب أقضيها إزاى ؟!
أنزل المكتبة ... ماليش مزاج للقراءة اليوم ..أنضم للزملاء فى حوش المدرسة ، ونضيع الحصة فى كلام مكرر لا يجيب ولا يودى ...أنظر أولاً من نافذة الغرفة ( معمل الكمبيوتر ) - التى تطل على حوش المدرسة مباشرة - لأستطلع من المتواجد هناك .. تلك النافذة التى كثيراً ماتابعت من خلالها أحداث المدرسة على مدى سنوات مضت بكل مافيها من مواقف وطرائف ...
فى حوش المدرسة ( الحوش الداخلى ) دكتين نص عمر - غالباً مشغولين بالمدرسين - طبعاً اللى عندهم حصة فاضية ..مشرف اليوم يحمل عصا ( خيزران ) طولها ييجى مترين .. يهش بها على الشارد والوارد من الأولاد فى الحوش .. لأنه من قواعد النظام فى المدرسة إن الحوش والطرقات مادامت خالية من الطلاب فالعملية التعليمية فى أحسن أحوالها ، وتلك صورة مشرفة لمشرف اليوم الدراسى ..
- مدرس يحمل حقيبته وعصاه الشهيرة .. ويهم بخطوات ثابتة الى فصله .. بصراحة رجل محترم ويشهد له الجميع بحسن الخلق ..
- مدرس من رواد الحوش ( تأبط ) ذراع زميله الآخر فى تثاقل على أمل أن يصلا الى حصتهما بعد ربع أو نصف الحصة ... مش مهم .. كله محصل بعضه .. المهم يكملوا الحديث الذى بدأوه من شوية .. طبعاً على السلم ثم الطرقة ثم أمام الفصل ده شوية وده شوية ..
- مدرس آخر ( معروف عنه التزويغ ) ترك جلسته بالحوش وإتجه الى الجناح الآخر من المبنى .. يمكن تكون وجهته ( الحمام ) .. يمكن الجمعية ..
- ( طبعاً دول رواد الحوش .. باقى المدرسين غالباً ينتقلوا من فصل الى آخر بصورة اوتوماتيكية .. بدلاً من النزول والصعود من والى الحوش .. ) ..
المشرف مرة أخرى فى حالة ( مكررة ) من الضيق والتذمر من الزملاء .. يصرخ فى حوش المدرسة .. يا إخوانا كل واحد على حصته .. والله حرام عليكم كده .. الحصة بدات بقالها 10 دقايق .. ونصف الفصول بدون مدرسين ..
- من حجرة المدرسات .. ظهرت مدرسة ثم الأخرى .. واضح انهن لم يتنبهن لصوت الجرس بالمرة ( أو تظاهرن بذلك ) .. كل واحدة تضم على صدرها مجموعة دفاترها ، وفى كتفها شنطة ضخمة .. وتهرولن كل على فصلها .. خوفاً من توجيه اللوم اليهن ..
- من طرف الحوش .. ظهر أخيراً مدير المدرسة .. طبعاً خرج على صوت المشرف الذى تنبه الجميع أخيراً الى صراخه .. وماإن وصل الى المكان حتى إنضم الى المشرف فى صراخه وتهليله ، وأخذ يسب ويلعن بكلام موجه للعموم .. ودون تحديد شخص بعينه ... حيث أنه دائم التعميم ، ويتراجع دائماً عن المواجهة المباشرة ..
- وبإنتهاء تلك الواقعة ( المكررة على مدى اليوم ) .. استتبت الأمور ، وصارت المدرسة بالكامل الى هدوء تام .
مدير المدرسة : للمشرف .. مين ياأستاذ ... اللى غايب عندك .. خد أساميهم ، وقفل عليهم حضور وانصراف ..
المشرف : الأستاذ ........ إستأذن من شوية بالتليفون لإن عنده ظروف .. والأستاذ ...... لسة ماجاش.. ودايماً بيتأخر ..
المدير : ياعم قفل على الكل .. الناس دى إتعودت على الفوضى ..
المشرف : الأستاذ ........ كان هنا دلوقتى ، وماطلعش حصته .. ماعرفش راح فين ؟؟
زميل آخر : أنا لسه شايفه فى المسجد .. بيصلى ركعتى الضحى ..
المدير : بيصلى وسايب الحصة .. بالزمة ده يرضى حد ياناس ...ياأستاذ : عندك كام فصل فاضى بدون مدرسين ؟
المشرف : خمس فصول ...
المدير : ليه فيه حد غايب تانى واللا ايه ..
المشرف : الأبلة ........ فى إجازة وضع بقالها اسبوعين ، وجدولها لسة ماتوزعش .. وفيه فصل ماأخدشى انجليزى من أول السنة .. مشغول بـ ( س ) فى الجدول .
المدير : شوف ياعم حد احتياطى يدخل الفصول دى ..
المشرف : ماحدش بيرضى يدخل إحتياطى .. أهم عندك أهم اللى فى المكتبة ، واللى فى الجمعية ، واللى فى حجرة المدرسين ( الأبلوات ) هناك بيتفرجوا على التليفزيون ..
المدير ... يدير وجهته الى مكتبه ، ويهمهم بكلمات غير مسموعة ..
* * *
- يدوب نصف الحصة انتهى ...
إلا وإحدى المدرسات صوتها خارج من الطابق الثانى ، وتستغيث بالمشرف ..
أيه ياأبلة اللى حصل ؟؟......................
يتبع ... ...

- رحلة الألف ميل .. تبدأ بـ .....

بسم الله الرحمن الرحيم

المدونة تحت الإعداد ...

سيتم الطرح بها قريباً .. إن شاء الله ...