الثلاثاء، 20 يناير 2009

نهاية غزوة حمساوية ...

منذ أسبوع تقريباً .. شاركت كما يشارك الجميع بالحديث – والذي لا نملك غيره – عن الاعتداء الغاشم على غزة .. وأنهيت كلامى بالترحم على شهدائنا الأبطال هناك من نساء وأطفال – لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا ضحية شعارات المقاومة العنترية التى أرادت أن تثبت للعالم أنها كفيلة وحدها بإسرائيل وبإمكاناتها المتواضعة سوف تجبر هؤلاء الصهاينة على العودة من حيث أتوا ! ..
متأثرة بالانتصارات الوهمية التى ساقها الينا ( حزب الله ) فى أكذوبة إعلامية انطلت على الكثيرين فى غزوته الميمونة بالجنوب اللبنانى المحتل ..
كذلك تمنيت أن أعود الى هنا مرة أخرى لكى أشيد ببطولة حقيقية فى حق بطل عربى – مواطن كان أو قائد – قدم القدوة والمثل الأعلى لـ320 مليون عربى فى التضحية والفداء .. ولكن للأسف الشديد مرت الأيام تباعاً .. حتى أتمت أسبوعها الثالث .. ولم يأتى هذا البطل الذى إنتظرناه طويلاً .. وأصبح معلوماً للجميع أن زمن البطولات قد ذهب وولى الى غير رجعة .. ولم يعد يملك العرب سوى سلاح الكلام فقط .. الذى سجلوا فيه سبق تاريخى منقطع النظير ..
وقد توقعت أن نهاية تلك المعركة الغير متكافئة ستكون على حسب رغبة وهوى هؤلاء الصهاينة .. القرار الأول والأخير بيدهم فقط وليس بيد أحد غيرهم .. وقد كان بالفعل ..
إعلان وقف إطلاق النار .. من جانب واحد ...
وهل كان هناك جانب آخر !!! خذ عندك بقى .. ردود أفعال العرب بعد تلك المآسى والأحزان التى مر بها إخواننا فى فلسطين ...
انطلقت التكبيرات والتبريكات على انتهاء المعركة ... مقبول جداً .. ( غُمّة وإنزاحت ) ..
ثم التهانى بالنصر المبين .. على عدونا اللعين !!!
على إعتبار إن قرار وقف إطلاق النار ( من جانب واحد ) إقرار من إسرائيل بالهزيمة !!!
بيان سريع وهام من قياديى ( كتائب القسام ) بأن شهدائهم لم يتعدوا الأربعون شهيداً .. هل مايهمهم هو الأربعون شهيد ( أعضاء الفصيل ) دون الألف وربعمائة شهيد من أفراد الشعب !!!
صورة مكررة من ( النصر المبين ) الذى هللنا له بعد غزوة الجنوب اللبنانى المأسوف عليه .. متناسين بالطبع حجم الدمار والقتلى ( وقود المعارك ) من الشعب اللبنانى ..
أرجو ألا يظن بى أحد الظنون !!! فأنا بكل صراحة حزين ومكلوب على ماوصل اليه الحال العربى !!
وعلى الأخطاء التى نرتكبها فى حق أنفسنا كعرب ... وضياع شرف وقيمة أمة فى غياهب التاريخ الى غير رجعة ... وهل بعد ذلك الذل الهوان يمكن أن تقوم للعرب قائمة !!!
ليتنا نعى الدروس .. ونأخذ العبّر .. مما حل بنا من دمار معنوى ومادى وإنسانى لن تمحوه الأيام مهما طالت ... ويحتاج منا الى أجيال وأجيال حتى تندمل الجراح وتبرأ الأمة من أوجاعها وآلامها ...
أولى تلك الدروس ... لابد أن يعيها إخواننا فى فلسطين ...
فما وقع فى الأيام الأخيرة هو نتاج الفرقة والتعصب بل والصراع المفضوح بين ( فتح وحماس ) على سلطة مزيفة ( على أرض ليس لهم كامل السيطرة عليها )
حركة ( حماس ) كحركة مقاومة مشروعة .. كانت هى كبش الفداء الذى ضحى به الجميع فى تلك المعركة الغير متكافئة .. وحملها الجميع نتائج تلك الهجمة الصهيونية الغاشمة ...
ليت إخواننا ( الحمساويون ) يلملموا أوراقهم التى تناثرت .. ويعيدوا حساباتهم .. ويعوا الدروس من تلك الغزوة التى تكبد فيها الشعب الأعزل فى غزة اكثر مما يفوق إحتمالات البشر .. من دمار وتصفية واستهداف للجميع من رجال ونساء وأطفال ..
لا يزايد أحد على وطنية جماعة حماس ، وأهدافهم النبيلة فى المقاومة .. والجهاد والدفاع عن الأهل والعرض والأرض ...
ولكن !!!
لابد مرة أخرى من مراجعة حسابات المقاومة .. بفصائلها المختلفة .. حتى لا يكون كل هذا الثمن الفادح فى الأرواح من الأطفال والنساء ... فى أى مواجهة مقبلة بإمكانياتهم المتواضعة من السلاح مع آلة الحرب العسكرية الجبارة التى يتميز بها جيش العدو الصهيونى ...
ولا يغيب عن إخواننا فى حماس .. الموقف العربى المتخاذل والمفضوح من تلك المعركة التى تكبد فيها الشعب الفلسطينى مالا يخفى على أحد من دمار فى النفس والمال ...
وكذلك من دروس تلك المعركة .. والتى لا يجب الإغفال عنها ...
إستهانة العدو الصهيونى بالمواقف العربية أو الدولية ... وبشاعة ما يمكن أن تصل اليه من غيها وطغيانها واستعراض للقوة .. بعيداً عن أى اعتبارات إنسانية أو سياسية ...
ولعل رسالتها تكون قد وصلت الى العرب !!!
أن إسرائيل أصبح لها بالفعل اليد الطولى فى المنطقة .. وأنها لا تقيم أى إعتبار للعرب من قريب أو بعيد ... وأن من يقف أمام طغيانها .. فإن مصيره هو مصير غزة التى طالت منها آلة الحرب الصهيونية كل ماأرادت أن تصل اليه بكل سهولة ويسر .. فلا تمييز لديها بين عسكري أو مدني .. ولا بين رجال المقاومة أو الأطفال والنساء .. حتى المستشفيات ومنظمات العمل المدنى .. الكل مستهدف بلا استثناء ...
أما رد الفعل العربى ... فحدث ولا حرج !!! لا إضافة فى تلك النقطة بالتحديد !!!
حيث كانت هى مثار تعليق الجميع طوال الفترة الماضية ...
وأخيراً ... فكر ( الزعماء ) العرب .. إنه مفروض يتحركوا ويجتمعوا ويتناقشوا فى المصيبة اللى حصلت دى !!!
مؤتمر فاشل فى قطر .. إجتمع وإنفض ولم يسفر عن شىء .. كان ضيف الشرف الأول فيه هو الزعيم الروحى الجديد للعرب ( أحمدى نجاد ) .. وبالطبع كان مجرد زوبعة فى فنجان ...
مؤتمر مصغر فى السعودية !!!
مؤتمر آخر فى شرم الشيخ !!!
وأخيراً مؤتمر القمة المنعقد اليوم فى الكويت .. ماذا سيفسر عنه المؤتمر !!!
مصالحة عربية .. جايز !!!
مناقشة المصالح والعلاقات الاقتصادية العربية ... ما المناسبة !!!
تبرع قفزت أرقامه بالمليارات لإعادة بناء غزة .. لزوم المنظرة !!!
اليوم البيان الختامى للمؤتمر .. هل سيتفق العرب على بيان ختامى !!! أشك فى ذلك ...
وإن غداً لناظره لقريب...




وبالمناسبة اليوم تتويج باراك ( حسين ) اوباما ...
رئيساً رقم 46 للولايات المتحدة الأمريكية ...







هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم

    فى فضاء الانترنت هذا العالم الكبير عندما نجد محطة تخاطب الفكر والروح بالتاكيد تكون لنا محطة راحة وملاذ نرتاح معه وفيه

    هنا وجدت ملامج صادقة منى وشعرت ان الدار دارى

    توقفت مع قولكم
    "وقع فى الأيام الأخيرة هو نتاج الفرقة والتعصب بل والصراع المفضوح بين ( فتح وحماس ) على سلطة مزيفة ( على أرض ليس لهم كامل السيطرة عليها )
    حركة ( حماس ) كحركة مقاومة مشروعة "

    اعتقد انك وصفت الحقيقة فى اصدق ما تكون

    تابع اخى ما انت فيه من صدق ومن اسجلاء لهذى الافكار التى لن تمر مرور الكرام

    على الدرب نلتقى دائماً

    يسعدنى ان تكونوا معى فى قائمة المفلة بمدونتى

    تحياتى

    ردحذف
  2. أسعدنى مروركم الكريم .. أيما سعادة...
    وأشكركم على الاطراء العظيم ...
    نحن مازلنا فى طور ( الروضة ) بالنسبة لمدونين خطوا خطوات عظيمة فى عالم المدونات كحضراتكم ...
    حيث كما وضُح لكم عمر المدونة لم يتعدى الشهر تقريباً .. فإن شاء الله الى المزيد والأفضل دائماً ...
    لكم التحية .. والى الملتقى فى خواطركم التى تسر خاطرنا ..

    ردحذف