زى ما فيه حصة فاضيه .. فيه أكيد حصص مشغولة ...
الحصة المشغولة اليوم .. أو للدقة ( حصتين ) .. وذلك حسب طبيعة تدريس المادة التى أقوم عليها ..
المادة !!
حاسب آلى ... تعليم تجارى ..
يعنى .. تعليم فنى !!
وماأدراكم ما التعليم الفنى فى وزارتنا المنوط بها التربية .. والتعليم !!
وليه حصتين .. كفاية حصة واحدة !!
هو النظام كده ياجماعة - نحن نعمل وفقاً لمنظومة تعليمية مدروسة وممنهجة .. غير قابلة للتعديل أو التبديل .. حيث إختارت وزارتنا أفضل أساليب التربية والتعليم التى مر بها عالمنا المعاصر فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .. أما سياسات القرن العشرين ومابعد العشرين فتلك لم يأتى عليها الدور بعد أو - من وجهة نظرهم - لا تتناسب ومجتمعاتنا .. وخصوصيتنا .. وامكانياتنا .. التى ننفرد بها دون باقى الكون ..
وأنظر حولك للفنيين والخبرات النادرة التى ينتجها لنا التعليم الفنى كل عام بالألوف المؤلفة .. أجيال ورا أجيال ، بجد ولا أفضل من كدة تلاقى !!!
نعود للحصة .. أفضل ..
الطالب يدرس ثلاث حصص ... حصة نظرى .. يادوب تكفى عرض مبسط للدرس ، ثم إملاء العناوين والملخص فى الكشكول .. وحصر الغياب والذى منه .. تنتهى ال 45 دقيقة ..
حصتين عملى .. ودول موضوع الصورة اليوم ..
الساعة الآن العاشرة تعلوها أربعون دقيقة .. هى نهاية الفسحة وبداية الحصة الخامسة ..
" الفسحة " لفظة ليست غريبة على أسماعنا بالطبع .. جميعنا بلا استثناء لنا معها ذكريات .. ولكن فسحتنا هذه الأيام لها شكل مختلف .. على الأخص فى مدرسة مشتركة لطلاب التعليم الفنى .. لو تعرضت لها الآن سيأخذنا الحديث الى تفاصيل لا نهاية لها .. المهم أن الصورة العامة لها هى الفوضى فى أدق معانيها .. وإن كانت – من كرم الوزارة علينا - لا تتخطى الـ 15 دقيقة حسب النظام المعمول به فى مدارسنا ذات الفترتين ..
....................
تدق الطالبات الباب .. استئذاناً للدخول .. الأكثرية منهن يد بها الكشكول وبالأخرى بقايا السندوتشات أو أكياس الشيبس ، والكاراتيه ..
" إتفضلوا .. أدخلوا .. كل واحدة تقعد فى مكانها .. بس ياريت كل واحدة تخلص اللى فى ايديها بسرعة .. وترمى الورق فى السلة .... "
تمر خمس دقائق الأولى .. وما حضر من البنات لا يتعدى عددهن أصابع اليد ..
فى الطرقة المؤدية الى المعمل .. " ياللا ياأبلة انتى وهيا الحصة بدأت بقالها عشر دقايق " اوجه كلامى الى طالبات الفصل التى أتعرف علي ملامحهن بحكم التكرار ..
تهم الطالبات الخطى نحو الفصل ..
الطالبات تقريباً انتظمن فى أماكنهن التى إعتدن عليها .. كل طالبتين أو ثلاثة على جهاز ( بحكم توزيع العدد بالتقريب 40 طالبة على 15 جهاز ) .. وإن كن لم ينتهين من الحديث فيما بينهن ..
عصا أمامى أدق بها على المكتب .. للفت الانتباه .. ، وتلك العصا بالتحديد هى من مستلزمات التعامل مع الطلاب وبخاصة البنين منهم .. وإن كانت تخص أحد الزملاء .. حيث إستخدامى لها لا يتعدى سوى التلميح والتهديد فقط ..
" خلاص يا محترمين .. نبطل كلام .. وكله يخللى باله معايا هنا .. "
على السبورة عنوان مكتوب مسبقاً .. الماكرو MACRO ..
" زى ماأخذنا فكرة قبل كده عن موضوع النهاردة .. الماكرو ده مصطلح انجليزى غير معرب زى مابنقول النت ، والايميل ، الفيروس .. وكل المسميات دى ..
علشان نختصر التعريف .. هو بالضبط زى فكرة التسجيل باستخدام الكاسيت .. نحفظ العمل مرة على شريط وبعد كده نسمعه مئات المرات .. ولكن هنا التنفيذ باستخدام الكمبيوتر .."
طبعاً نفهم الموضوع أفضل لو نفذناه عملى ..
كله يخليه معايا هنا على الجهاز ده ( الجهاز فى وسط المعمل شاشته مرفوعة على مجموعة من الكتب.. حتى يتمكن الجميع من الرؤية ) ..
نفتح الجهاز زى ماتعودنا ، ثم ندخل على برنامج الـ WORD ..
الجهاز أثناء التحميل .. لا نتدخل فى أى مشاركة من لوحة المفاتيح أو الماوس ..
ظهر قدامنا الـبرنامج .. نبدأ التنفيذ ...
من قائمة أدوات الأمر ماكرو ثم تسجيل ماكرو جديد . يظهر مربع حوارى .. نكتب اسم الماكرو .....
..............................
اتنقل بناظرى بين شاشة الحاسب ، وبين وجوه الطالبات .. ألمح مدى استيعابهن لما أقول ..
طالبتان فى انصراف تام عنا .. استلمت إحداهن أذن الأخرى فى حديث لم يقطعه سوى سكوتى أنا عن مواصلة الشرح ..
" قومى انتى وهيا .. إحنا بنتكلم فى أيه !!"
بالطبع .. ليس لديهن أى ردود ... الطالبات فى هذا الموقف غالباً يلتزمن الصمت ..
لأن أى رد منهن يحيد بالحوار الى وضع لا يحسدن عليه ...
ينحرف بنا مسار الحصة الى شطط آخر .. بداية بتوبيخ .. غالباً بكلمات فيها تخصيص
"خليكى معانا يامحترمة انتى وهيا ...... ، إتعلمى حاجة تنفعك فى يوم من الأيام ...."
، ثم تعميم الحديث للجميع فى نصح وإرشاد ..
" يابنات انتم كبرتم على إن حد يوجه لكم إهانة .. حافظوا على كرامتكم .. كل واحدة تمثل البيت والبيئة اللى جات منها .................. "
تكاد تكون العبارات محفوظة لكثرة التكرار ..
...................
بالمناسبة .. تلك المرحلة من الثبات وضبط النفس ، وإمكانية السيطرة والحكمة فى المواقف المختلفة - فيما يخص المعلم - لا يصل اليها غالباً إلا فى مراحل متأخرة .. وبخاصة عند التعامل مع طلاب فى هذه المرحلة السنية من العمر ..
نكمل مابدأناه .. الماكرو يابنات بيمر بمرحلتين .. مرحلة تخطيط وانشاء الماكرو .. ودى عرفناها .. ندخل بقى على المرحلة الثانية .. وهى تنفيذ الماكرو اللى حفظناه من شوية على أى مستند آخر ..
.....................
.....................
" كله فاهم .. وللا نعيد ثانى ... "
كل اللى يرد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة ..
" والله انتوا تصيبوا الواحد بالاحباط ... بس ها نعمل أيه " !!!
طبعاً الفصل عندنا بحكم الخبرة برضه إذا كان فيه 40 طالبة .. يمكن تقسيمه فى الغالب كالآتى .. ( من 5 : 10 طالبات مجتهدات أو على الأقل ملتزمات .. ودول يستحقوا المجهود والتعب ... يقابلهم 5 : 10 طالبات لا يعنيهم الدرس ولا الحصة ولا المدرسة فى شىء .. هؤلاء فى عالم آخر لا علاقة لهم بالتربية ولا التعليم .. ومابين هؤلاء وهؤلاء البقية الباقية .. هن دون هوية ثابتة .. متقلبات الأفكار والأوضاع بين هذا وذاك .. أغلبهن تتُقن لللإنفلات فلا تجدن مهاراته .. وإن أردن التميز والاجتهاد فلا تتوافر لهن امكانياته ) ..
وغالباً النسبة الضئيلة الأولى هى التى تشجع أى مدرس ذو عطاء ولديه بقية من ضمير أن يتفانى فى عمله ويخلص له .. محتسباً أجره عند الله وليس عند وزارة التربية والتعليم .
بالطبع ده بالنسبة للطالبات .. أما الطلاب .. فهؤلاء موضوع مشابه ولكن الصورة الأسوأ مما نعرض له الآن ..
نعود لأحداث الحصة ..
" نجمع كل اللى قلناه بقى مرة واحدة .. كله يخللى باله معايا هنا .."
.................
.................
" كله فاهم !! .. وللا نعيد تانى !!! "
"أيوه ياأستاذ .. فهمنا " زاد عدد الردود هذه المرة .. "ننفذ بقى على الجهاز ... "
كل الناس على الأجهزة ..كل واحدة عارفة مكانها .. نفتح الجهاز بنظام وباحترام .. وننفذ الخطوات مع بعض خطوة خطوة ...
قدامنا بقية الحصة .. والحصة التانية بالكامل ..
الحصة المشغولة اليوم .. أو للدقة ( حصتين ) .. وذلك حسب طبيعة تدريس المادة التى أقوم عليها ..
المادة !!
حاسب آلى ... تعليم تجارى ..
يعنى .. تعليم فنى !!
وماأدراكم ما التعليم الفنى فى وزارتنا المنوط بها التربية .. والتعليم !!
وليه حصتين .. كفاية حصة واحدة !!
هو النظام كده ياجماعة - نحن نعمل وفقاً لمنظومة تعليمية مدروسة وممنهجة .. غير قابلة للتعديل أو التبديل .. حيث إختارت وزارتنا أفضل أساليب التربية والتعليم التى مر بها عالمنا المعاصر فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر .. أما سياسات القرن العشرين ومابعد العشرين فتلك لم يأتى عليها الدور بعد أو - من وجهة نظرهم - لا تتناسب ومجتمعاتنا .. وخصوصيتنا .. وامكانياتنا .. التى ننفرد بها دون باقى الكون ..
وأنظر حولك للفنيين والخبرات النادرة التى ينتجها لنا التعليم الفنى كل عام بالألوف المؤلفة .. أجيال ورا أجيال ، بجد ولا أفضل من كدة تلاقى !!!
نعود للحصة .. أفضل ..
الطالب يدرس ثلاث حصص ... حصة نظرى .. يادوب تكفى عرض مبسط للدرس ، ثم إملاء العناوين والملخص فى الكشكول .. وحصر الغياب والذى منه .. تنتهى ال 45 دقيقة ..
حصتين عملى .. ودول موضوع الصورة اليوم ..
الساعة الآن العاشرة تعلوها أربعون دقيقة .. هى نهاية الفسحة وبداية الحصة الخامسة ..
" الفسحة " لفظة ليست غريبة على أسماعنا بالطبع .. جميعنا بلا استثناء لنا معها ذكريات .. ولكن فسحتنا هذه الأيام لها شكل مختلف .. على الأخص فى مدرسة مشتركة لطلاب التعليم الفنى .. لو تعرضت لها الآن سيأخذنا الحديث الى تفاصيل لا نهاية لها .. المهم أن الصورة العامة لها هى الفوضى فى أدق معانيها .. وإن كانت – من كرم الوزارة علينا - لا تتخطى الـ 15 دقيقة حسب النظام المعمول به فى مدارسنا ذات الفترتين ..
....................
تدق الطالبات الباب .. استئذاناً للدخول .. الأكثرية منهن يد بها الكشكول وبالأخرى بقايا السندوتشات أو أكياس الشيبس ، والكاراتيه ..
" إتفضلوا .. أدخلوا .. كل واحدة تقعد فى مكانها .. بس ياريت كل واحدة تخلص اللى فى ايديها بسرعة .. وترمى الورق فى السلة .... "
تمر خمس دقائق الأولى .. وما حضر من البنات لا يتعدى عددهن أصابع اليد ..
فى الطرقة المؤدية الى المعمل .. " ياللا ياأبلة انتى وهيا الحصة بدأت بقالها عشر دقايق " اوجه كلامى الى طالبات الفصل التى أتعرف علي ملامحهن بحكم التكرار ..
تهم الطالبات الخطى نحو الفصل ..
الطالبات تقريباً انتظمن فى أماكنهن التى إعتدن عليها .. كل طالبتين أو ثلاثة على جهاز ( بحكم توزيع العدد بالتقريب 40 طالبة على 15 جهاز ) .. وإن كن لم ينتهين من الحديث فيما بينهن ..
عصا أمامى أدق بها على المكتب .. للفت الانتباه .. ، وتلك العصا بالتحديد هى من مستلزمات التعامل مع الطلاب وبخاصة البنين منهم .. وإن كانت تخص أحد الزملاء .. حيث إستخدامى لها لا يتعدى سوى التلميح والتهديد فقط ..
" خلاص يا محترمين .. نبطل كلام .. وكله يخللى باله معايا هنا .. "
على السبورة عنوان مكتوب مسبقاً .. الماكرو MACRO ..
" زى ماأخذنا فكرة قبل كده عن موضوع النهاردة .. الماكرو ده مصطلح انجليزى غير معرب زى مابنقول النت ، والايميل ، الفيروس .. وكل المسميات دى ..
علشان نختصر التعريف .. هو بالضبط زى فكرة التسجيل باستخدام الكاسيت .. نحفظ العمل مرة على شريط وبعد كده نسمعه مئات المرات .. ولكن هنا التنفيذ باستخدام الكمبيوتر .."
طبعاً نفهم الموضوع أفضل لو نفذناه عملى ..
كله يخليه معايا هنا على الجهاز ده ( الجهاز فى وسط المعمل شاشته مرفوعة على مجموعة من الكتب.. حتى يتمكن الجميع من الرؤية ) ..
نفتح الجهاز زى ماتعودنا ، ثم ندخل على برنامج الـ WORD ..
الجهاز أثناء التحميل .. لا نتدخل فى أى مشاركة من لوحة المفاتيح أو الماوس ..
ظهر قدامنا الـبرنامج .. نبدأ التنفيذ ...
من قائمة أدوات الأمر ماكرو ثم تسجيل ماكرو جديد . يظهر مربع حوارى .. نكتب اسم الماكرو .....
..............................
اتنقل بناظرى بين شاشة الحاسب ، وبين وجوه الطالبات .. ألمح مدى استيعابهن لما أقول ..
طالبتان فى انصراف تام عنا .. استلمت إحداهن أذن الأخرى فى حديث لم يقطعه سوى سكوتى أنا عن مواصلة الشرح ..
" قومى انتى وهيا .. إحنا بنتكلم فى أيه !!"
بالطبع .. ليس لديهن أى ردود ... الطالبات فى هذا الموقف غالباً يلتزمن الصمت ..
لأن أى رد منهن يحيد بالحوار الى وضع لا يحسدن عليه ...
ينحرف بنا مسار الحصة الى شطط آخر .. بداية بتوبيخ .. غالباً بكلمات فيها تخصيص
"خليكى معانا يامحترمة انتى وهيا ...... ، إتعلمى حاجة تنفعك فى يوم من الأيام ...."
، ثم تعميم الحديث للجميع فى نصح وإرشاد ..
" يابنات انتم كبرتم على إن حد يوجه لكم إهانة .. حافظوا على كرامتكم .. كل واحدة تمثل البيت والبيئة اللى جات منها .................. "
تكاد تكون العبارات محفوظة لكثرة التكرار ..
...................
بالمناسبة .. تلك المرحلة من الثبات وضبط النفس ، وإمكانية السيطرة والحكمة فى المواقف المختلفة - فيما يخص المعلم - لا يصل اليها غالباً إلا فى مراحل متأخرة .. وبخاصة عند التعامل مع طلاب فى هذه المرحلة السنية من العمر ..
نكمل مابدأناه .. الماكرو يابنات بيمر بمرحلتين .. مرحلة تخطيط وانشاء الماكرو .. ودى عرفناها .. ندخل بقى على المرحلة الثانية .. وهى تنفيذ الماكرو اللى حفظناه من شوية على أى مستند آخر ..
.....................
.....................
" كله فاهم .. وللا نعيد ثانى ... "
كل اللى يرد لا يتعدى أصابع اليد الواحدة ..
" والله انتوا تصيبوا الواحد بالاحباط ... بس ها نعمل أيه " !!!
طبعاً الفصل عندنا بحكم الخبرة برضه إذا كان فيه 40 طالبة .. يمكن تقسيمه فى الغالب كالآتى .. ( من 5 : 10 طالبات مجتهدات أو على الأقل ملتزمات .. ودول يستحقوا المجهود والتعب ... يقابلهم 5 : 10 طالبات لا يعنيهم الدرس ولا الحصة ولا المدرسة فى شىء .. هؤلاء فى عالم آخر لا علاقة لهم بالتربية ولا التعليم .. ومابين هؤلاء وهؤلاء البقية الباقية .. هن دون هوية ثابتة .. متقلبات الأفكار والأوضاع بين هذا وذاك .. أغلبهن تتُقن لللإنفلات فلا تجدن مهاراته .. وإن أردن التميز والاجتهاد فلا تتوافر لهن امكانياته ) ..
وغالباً النسبة الضئيلة الأولى هى التى تشجع أى مدرس ذو عطاء ولديه بقية من ضمير أن يتفانى فى عمله ويخلص له .. محتسباً أجره عند الله وليس عند وزارة التربية والتعليم .
بالطبع ده بالنسبة للطالبات .. أما الطلاب .. فهؤلاء موضوع مشابه ولكن الصورة الأسوأ مما نعرض له الآن ..
نعود لأحداث الحصة ..
" نجمع كل اللى قلناه بقى مرة واحدة .. كله يخللى باله معايا هنا .."
.................
.................
" كله فاهم !! .. وللا نعيد تانى !!! "
"أيوه ياأستاذ .. فهمنا " زاد عدد الردود هذه المرة .. "ننفذ بقى على الجهاز ... "
كل الناس على الأجهزة ..كل واحدة عارفة مكانها .. نفتح الجهاز بنظام وباحترام .. وننفذ الخطوات مع بعض خطوة خطوة ...
قدامنا بقية الحصة .. والحصة التانية بالكامل ..
فاصل ..
ونبدأ مع الحصة الثانية ...
-------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق