الجمعة، 27 مارس 2009

وقفـــة !!!


منذ الشهور القلائل التى استهللت فيها إطروحاتى المتواضعة تلك .. والتى أعلم جيداً انها لا ترقى الى الطرح الأدبي ولا تمت له بصلة ، وهذا اعتراف واضح وصريح منى بذلك .. ولكن هى محاولة متواضعة لصياغة الكلمات بشىء من الترتيب والتنميق فى العبارات لعلها تجد القبول لدى من يمر عليها سواء قاصداً ، او جاء مروره هنا عابراً ..
وخلال الفترة القصيرة المنقضية خرجت ببعض التجربة من تلك المحاولات المتفرقة لخلق موضوعات من هنا وهناك ..
أولى تلك الاستنتاجات .. أن الكتابة ليست بالأمر اليسير .. بداية من نسج الفكرة وبناء محاور الموضوع الى خروجها فى صورة يرضى عنها كاتبها أولاً وتجد صداها لدى من يقرأها فيما بعد ، ثانياً .. قاموس الكاتب اللغوى ومفرداته التى تعينه على عرض فكرته بأسلوب يرتضيه لنفسه ويكون هو المميز له من بين الآخرين .. ثالثاً .. الخبرات الحياتية ، الى جانب الذاكرة الموسوعية ، والخيال الواسع الذى يفند ويرتب الأفكار والأحداث ويخلق المواقف والشخصيات التى لابد أن يكون فيها الجديد والمبتكر دائماً ..
خلاصة القول أن مهمة الكتابة ليست بالأمر اليسير كما كنت أتصور .. ولكن هى من المهام الشاقة التى أدنى مؤهلاتها الاطلاع الموسوعى فى كافة المجالات ، والفكر الخلاق الذى هو منحة من الله سبحانه وتعالى ..
وبناءاً على ماخلُصت اليه سابقاً .. فكتاباتى هنا .. لا أدّعى انها من قبيل الكتابات الأدبية ولا تصنف على أى وجهة فنية .. ولكن ارتضيت لها أن تكون من قبيل ( الشخابيط ) او الثرثرة أو الفضفضة .. كما سبق وقدمت لها منذ البداية .. حتى لا يتهمنى أحد فيما بعد أننى قد اسأت اللغة أو الأدب فى تناولى .. وخير معين لى فى ذلك هو هذا الزخم الهائل من السلع المعروضة فى فضاء الشبكة العنكبوتية فى صورة مدونات أو منتديات بعضها يدّعى الأدب ، والكثير منها يندرج تحت باب التسلية والنقاش فى شتى المجالات ..
تلك تذكرة مرة أخرى لهوية الموضوعات التى أتناولها هنا فى مدونتى .. والتى قد يغلب عليها الصبغة الشخصية من سرد لمواقف حياتية ، وسيرة ذاتية فى جانب كبير منها .. والهدف منها ليس مجرد التسلية ، ولكن قد تكون من قبيل وقفة مع الذات من حين لآخر ، فيها مافيها من التأمل والتفكر في الأحوال الحياتية المتقلبة ، وقد تكون صحيفة احوال تسجل لمرحلة من مراحل العمر قد نعود اليها فى يوم من الايام – إذا طال بنا الأجل – أو يقلب ابناؤنا صفحاتها .. فترسم على الشفاه ابتسامة وتحمل الى الخاطر عبق الذكريات .. أما مايضاف اليها من موضوعات أخرى (الصور ، وماشابه .. ) فهى من قبيل الاهتمامات الشخصية والتى قد تعود بالفائدة على كل من يمر بها ولو بمجرد الاطلاع ... كل ماأتمناه الآن - وليس كل مايتمناه المرء يدركه - ألا تخذلنى إرادتي يوماً عن الاستمرار فى هذا النهج الذى بدأته .. وأن يكون كل هذا الى زوال .. لأى سبب من الأسباب .. حيث كانت مأساة حياتي التى مازالت تلازمني هى الأعمال المبتورة والغير مكتملة .. والتى هى مدعاة دائماً لعدم الرضا والقناعة بما أنجزت فى رحلة حياتى الطويلة ...

هناك 6 تعليقات:

  1. السلام عليكم

    حقيقة اخى الكتابة مخاض عسير ومرهق

    والفكرة ربما تعن لنا فى لحظة ثم تغيب وتستتر اسابيع وربما شهور

    كنت قد كتب مقال ( فكرة فى محيط الفراغ ) لمست فيها هذا الالم والارق الذى ربما نتورط فيه

    لكن لا عليك ربما تجد الافكار اليك طريقاً موصول

    لا تحرمنا بوح القلم

    تحياتى

    ردحذف
  2. السلام عليك اخى الفاضل
    لم أرى وقفة مثل هذة الوقفة الجميلة
    لما فيها صراحة مع النفس
    وانى لارى في كتاباتك من جمال التعبير والبساطة فى الاسلوب ووصول المعنى الى القارىء
    كل التقدير والاحترام

    ردحذف
  3. الأخ العزيز طارق .. لك منى كل التحية .. وموفور الشكر على مروركم الجميل .. دائماً وابداً تلمس كتاباتك وردودك وتر الوجدان لدى .. فكثيراً ماوجدت بها مالم استطع التعبير عنه أو تناوله فى إضافاتى البسيطة هنا .
    إن شاء الله سيكون لى متابعة جديدة قريباً .. حيث العتب على مشاغل الحياة هى التى أغرقتنى بهمومها طوال الأيام الماضية واخذتنى بعيداً عن هذا الجو المحبب كثيراً الى نفسى .. والمانع خير إن شاء الله ...
    لك تحياتى ...

    ردحذف
  4. عزيزى الغالى .. دماصى .
    تشرفت بحضورك هنا أخيراً وبعد غيبة طويلة .. لو كنت أعلم أن انقطاعى عن الكتابة سيكون سبب حضورك هنا كنت فعلتها من زمان !!
    على العموم لك كل شكرى وتقديرى .. على المرور الكريم ، وأطمئنك اننى متابع جيد ومستمر لمدونتك الجميلة والرائعة " سحر الصورة " حتى ولو لم أتمكن من اضافة تعليقات لديك ..
    لك تقديرى .. ووافر تمنياتى بالسعادة والهناء ...

    ردحذف