كلمة " مِزَاجْ " تتردد كثيراً على ألسنتنا لنصف بها حالُنا فى وقت من الأوقات . فتارة مزاجنا ( كِويّس و عال العال ) بمعنى الانبساط والراحة المعنوية ، وتارة أخرى مزاجنا ( معَكْنِنْ أو مقَرْيِفْ ) دلالة على مسحة الضيق والكآبة التى تنتابنا ..
وإذا بحثنا بداخلنا فى أوقات كثيرة عن سبب واضح أو خَفِى وراء هذا المزاج الذى تمَلَكَنا فجأة فلا نجد له أى مبررات أو مقدمات تنبئ عن تلك الحالة التى صِرنا اليها ..
فى بعض الأحيان يستيقظ الفرد منا من نومه صباحاً وهو هادئ البال منشرح الصدر ، مقبل على الحياة .. يوزع الابتسام والإنبساط على كل من حوله .. لديه رغبة فى الحركة والانطلاق ، بالإضافة الى التسامح والتغاضى عن مساوئ الآخرين وهفواتهم التى لم تكن تمر قبلاً مرور الكرام .. ينظر الى الدنيا كلها من حوله بمنظار البِشْر والسرور ، ويتعجب من ضيق أفُق هؤلاء البشر الذين لا يرون تلك النعم وهذا الجمال فى الكون الذى أنعم الله به علينا .
وإذا بحثنا بداخلنا فى أوقات كثيرة عن سبب واضح أو خَفِى وراء هذا المزاج الذى تمَلَكَنا فجأة فلا نجد له أى مبررات أو مقدمات تنبئ عن تلك الحالة التى صِرنا اليها ..
فى بعض الأحيان يستيقظ الفرد منا من نومه صباحاً وهو هادئ البال منشرح الصدر ، مقبل على الحياة .. يوزع الابتسام والإنبساط على كل من حوله .. لديه رغبة فى الحركة والانطلاق ، بالإضافة الى التسامح والتغاضى عن مساوئ الآخرين وهفواتهم التى لم تكن تمر قبلاً مرور الكرام .. ينظر الى الدنيا كلها من حوله بمنظار البِشْر والسرور ، ويتعجب من ضيق أفُق هؤلاء البشر الذين لا يرون تلك النعم وهذا الجمال فى الكون الذى أنعم الله به علينا .
وعلى النقيض تماماً فى أحيان أُخَر نستقبل يومنا بالعبوس والتجهم ، وتلال من الهموم فوق أكتافنا .. وكأن الدنيا كلها مُغَلقة الأبواب والنوافذ فلم نعد نرى لها أى بصيص أمل أو مخرج لمشاكلنا ومتاعبنا التى ننام ونصحو عليها . وكأن الكون كله تآمر علينا وسخّر كل البشر للكيد منا ونسج خيوط المؤامرة لنا . ولكثرة المشاكل والهموم نود لو نهجر هذا العالم ونبتعد عن واقعنا ، ويتنصل كل منا ، وهو على هذه الحالة ، من التزاماته واهتماماته المعهودة نحو الآخرين ، ولو حتى أقرب المقربين منه .. ويكون على أهبة الاستعداد للتصادم مع أول شخص يلقاه لمجرد أنه القى عليه تحية الصباح ..
يحاول أى منا أن يجد سبباً لتلك الحالة التى أصبح عليها فتبوء كل محاولاته بالفشل .. فما أسهل أن يوعز ذلك الى ( مزاجه المِقَرْيِف ) الذى صار عليه اليوم .. وبدون أى أسباب !!!
إذا ما وردتنى الحالة الأولى ( المزاج الطيب ) .. فى صبيحة أحد الأيام .. أصحو منتعشاً .. الملم بقايا الجرائد والورق التى تركتها أنا والأولاد فى غرفة المعيشة الليلة السابقة فى محاولة للإصلاح من وضعها ، أجهز لهم إفطار "ملوكى" - كما يطلقون عليه - من إعدادى الخاص . أفتح الراديو على برامج الصباح أو أضع بالسى دى إحدى الاسطوانات المحبب سماعها للجميع .. أداعب أهل المنزل حتى يستيقظوا من نومهم فى حالة من الانبساط والسرور .. ألبى طلباتهم المؤجلة من مشتروات أو سفريات أو نتناقش على الأقل بروح أسرية كلها الرضا والقبول بطلباتهم حتى ولو كانت مبالغ فيها كثيراً فى بعض الأحيان .
أما الحالة الأخرى .. فهى على النقيض تماماً من كل تلك الصورة .. شخط ونطر ، وتبرم بالأوضاع والأحوال ، وشكوى من الإهمال والفوضى التى تعم المكان ، ( تلاكيك ) على أتفه الأسباب للكبير والصغير فى المنزل .. حتى تنتقل العدوى للجميع فيصبح الحوار كله شد وجذب طوال اليوم ، وليس هناك مفر من تلك الحالة إلا ان ينزوي كل فرد على حاله وينكب على أشغاله الخاصة الى أن تمر تلك الحالة الطارئة .. على أمل أن يأتى صباح آخر يزف الينا حالة الدعة والسكينة التى افتقدناها لحين ..
أي الحالين أكثر التباساً وتملكاً لنا .. تلك هى المعضلة !! فقد تتفوق حالات الدعة والانبساط على حالات الملل والضجر ويمتد أثرها لفترة قد تطول أو تقصر فتكون فيها الخير كله للجميع .. وقد يكون العكس تماماً !! حيث أن تلك المظاهر لابد أن تمس بصورة أو بأخرى المحيطين والملازمين لنا على مدار اليوم سواء داخل المنزل أو خارجه فى محيط العمل .
وليس بالطبع تقلُب تلك الأحوال هى من قبيل المصادفة أو مجهولة السبب دائماً ، ولكن منها ما هو ناتج عن الحراك اليومى والأحداث التى نمر بها كل يوم بل كل لحظة نتفاعل فيها مع المجتمع الذى يضمنا .
فماذا نحن فاعلين مع تلك التقلبات والتبدلات فى أحوالنا من النقيض الى النقيض ومن وقت لآخر !! هنا لابد لنا من إعمال العقل فى ردود أفعالنا مع كل موجة تمر بنا فى بحر الحياة المتلاطم الأمواج ، ولا نترك أنفسنا نهباً للعواطف التى تأخذنا ذات اليمين وذات اليسار .. فتلك هى الحياة وتلك هى فنونها التى لا نتقنها إلا فى وقت متأخر من أعمارنا بعد أن يمر بنا الزمن ولا يبقى منه الا القدر اليسير الذى نحاول أن نتشبث به فلا يسعفنا الوقت ولا يسمح لنا المجتمع أن نحياه إلا بشروطه ومعتقداته هو فقط .
يحاول أى منا أن يجد سبباً لتلك الحالة التى أصبح عليها فتبوء كل محاولاته بالفشل .. فما أسهل أن يوعز ذلك الى ( مزاجه المِقَرْيِف ) الذى صار عليه اليوم .. وبدون أى أسباب !!!
إذا ما وردتنى الحالة الأولى ( المزاج الطيب ) .. فى صبيحة أحد الأيام .. أصحو منتعشاً .. الملم بقايا الجرائد والورق التى تركتها أنا والأولاد فى غرفة المعيشة الليلة السابقة فى محاولة للإصلاح من وضعها ، أجهز لهم إفطار "ملوكى" - كما يطلقون عليه - من إعدادى الخاص . أفتح الراديو على برامج الصباح أو أضع بالسى دى إحدى الاسطوانات المحبب سماعها للجميع .. أداعب أهل المنزل حتى يستيقظوا من نومهم فى حالة من الانبساط والسرور .. ألبى طلباتهم المؤجلة من مشتروات أو سفريات أو نتناقش على الأقل بروح أسرية كلها الرضا والقبول بطلباتهم حتى ولو كانت مبالغ فيها كثيراً فى بعض الأحيان .
أما الحالة الأخرى .. فهى على النقيض تماماً من كل تلك الصورة .. شخط ونطر ، وتبرم بالأوضاع والأحوال ، وشكوى من الإهمال والفوضى التى تعم المكان ، ( تلاكيك ) على أتفه الأسباب للكبير والصغير فى المنزل .. حتى تنتقل العدوى للجميع فيصبح الحوار كله شد وجذب طوال اليوم ، وليس هناك مفر من تلك الحالة إلا ان ينزوي كل فرد على حاله وينكب على أشغاله الخاصة الى أن تمر تلك الحالة الطارئة .. على أمل أن يأتى صباح آخر يزف الينا حالة الدعة والسكينة التى افتقدناها لحين ..
أي الحالين أكثر التباساً وتملكاً لنا .. تلك هى المعضلة !! فقد تتفوق حالات الدعة والانبساط على حالات الملل والضجر ويمتد أثرها لفترة قد تطول أو تقصر فتكون فيها الخير كله للجميع .. وقد يكون العكس تماماً !! حيث أن تلك المظاهر لابد أن تمس بصورة أو بأخرى المحيطين والملازمين لنا على مدار اليوم سواء داخل المنزل أو خارجه فى محيط العمل .
وليس بالطبع تقلُب تلك الأحوال هى من قبيل المصادفة أو مجهولة السبب دائماً ، ولكن منها ما هو ناتج عن الحراك اليومى والأحداث التى نمر بها كل يوم بل كل لحظة نتفاعل فيها مع المجتمع الذى يضمنا .
فماذا نحن فاعلين مع تلك التقلبات والتبدلات فى أحوالنا من النقيض الى النقيض ومن وقت لآخر !! هنا لابد لنا من إعمال العقل فى ردود أفعالنا مع كل موجة تمر بنا فى بحر الحياة المتلاطم الأمواج ، ولا نترك أنفسنا نهباً للعواطف التى تأخذنا ذات اليمين وذات اليسار .. فتلك هى الحياة وتلك هى فنونها التى لا نتقنها إلا فى وقت متأخر من أعمارنا بعد أن يمر بنا الزمن ولا يبقى منه الا القدر اليسير الذى نحاول أن نتشبث به فلا يسعفنا الوقت ولا يسمح لنا المجتمع أن نحياه إلا بشروطه ومعتقداته هو فقط .
السلام عليكم
ردحذفوجدت فيك هذه المرة روح جديدة مختلفة
((فماذا نحن فاعلين مع تلك التقلبات والتبدلات فى أحوالنا ))
ربما احتاج الى المذيد من الوقت لاعيد قرائتك من جديد يا عزيزى
وضعتنى امام سؤال وحيرة ربما لا استطيع ان امر منها بالكلمات
تحياتى
مشكور أخ طارق على الاطراء والتعليق الجميل .. ومشكور أكثر على مرورك وتواجدك هنا .. أسعدنى بكل صدق متابعتك لخربشاتى المتواضعة فى المدونة ..
ردحذفوالتى أعدها حتى الآن من قبيل الفضفضة والثرثرة مع النفس .. والتى تجرنى فى بعض الأوقات الى شطحات وأماكن محظورة لم أكن أتصور أن تدخل فى دائرة البوح فى يوم من الأيام .
دائماً على الخير نلتقى .. لك تحياتى ..